إختر عدداً من الأرشيف  
الغلاف

اسرائيل تتكل على رفض المقاومة الفلسطينية للمبادرة المصرية
غزة تقوم بواجب الدفاع عن أمة انهكها التشرذم
مع كتابة هذه السطور كان العدوان على غزة ينهي يومه التاسع والعاشر وما بعده على الجرار كما يقول المثل، فيما العرب والمسلمون مستغرقون في حروبهم الداخلية، او في سباتهم المخزي. غزة تحت النار والعجز العربي ينفخ فيها... غزة تقوم بواجب الدفاع عن الامة، والامة مشغولة بدواعشها، وبتفسخها واهترائها على ايدي انظمة انهكت الشعوب والاوطان على مرّ العقود... لبنان، الذي كان ولا يزال النبض المحرك على الساحة العربية، وبرغم الاحداث المشتعلة حوله، كأنه منزل تحاصره النيران من كل صوب، ألهبت غزة وما تتعرض له مشاعر أهله ساسة ومواطنين، فالهم مشترك والمصير متشابه.
وفي اليوم الثامن على العدوان صدر بيان عن كتلة نواب المستقبل أدان الجرائم الاسرائيلية المتمثلة باستمرار العدوان على غزة، وحيّت الكتلة القوى الوطنية الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها. وجاء في البيان:

بيان كتلة المستقبل
عقدت كتلة المستقبل اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة واستعرضت الاوضاع في لبنان والمنطقة من مختلف الجوانب، وفي نهاية الاجتماع اصدرت بيانا تلاه النائب زياد القادري.

وفي بداية الاجتماع وقفت الكتلة دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ودانت استمرار هذا العدوان الهمجي ضد سكان واهالي القطاع، فضلا عما تمارسه اسرائيل من تنكيل يومي بسكان وأهالي الضفة الغربية.
وطالبت المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية للتحرك لوضع حد للعدوان وادانة اسرائيل ومحاسبتها على جرائمها الموصوفة، التي هي جرائم ضد الانسانية.
وحيّت الكتلة القوى الوطنية الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها وتكويناتها، وتمنت عليهم
ب اسم كل القيم الوطنية والأخلاقية والقومية التمسك بالوحدة الوطنية التي هي سر الصمود ومفتاح الانتصار في اي مواجهة مع العدو الإسرائيلي، وفي هذه المواجهة بالذات، التي اندلعت بعد انجاز الاتفاق بين كل الفصائل الفلسطينية، وهو مما يعكس انزعاج العدو الاسرائيلي من التقارب الفلسطيني ومعارضته له.
وتوقفت الكتلة امام تكرار اطلاق الصواريخ من الاراضي اللبنانية باتجاه اراضي فلسطين المحتلة خلال الأيام القليلة الماضية، واعتبرت ان معركة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وارضه المغتصبة هي معركتها وقضيتها المركزية، لكنها انطلاقا من رفضها لوجود أي سلاح غير شرعي على الأراضي اللبنانية، فإنها ترفض رفضا قاطعا استخدام الاراضي اللبنانية لاطلاق الصورايخ باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، وتعتبر هذا العمل محاولة مدسوسة لاستخدام الاراضي اللبنانية لتنفيذ سياسات اقليمية تناقض مصالح لبنان الوطنية الذي يلتزم بالقرارات الدولية وتحديدا القرار 1701.
واكدت ان سلاح الدولة هو الوحيد المولج به واجب الدفاع عن الأرض اللبنانية بوجه العدو الإسرائيلي.
ورأت ان الاوضاع التي يعيشها لبنان في ظل هذه الظروف الصعبة في المنطقة وفي ظل الأزمة المتعاظمة للنزوح السوري، والمشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة تدفع به إلى ان يصبح في وضع حساس جدا، وبالتالي فإنه لا يستطيع تحمل اية انتكاسة في الاوضاع الامنية، ولذلك فإن كل من يعمل او يساهم الأن في زعزعة الامن والاستقرار في لبنان، او في تعريض الامن الوطني للاهتزاز، يسيء لوطنه وشعبه.
مرة جديدة العين تقاوم المخرز، فالصواريخ الفلسطينية مع تواضعها امام الترسانة الحربية الاسرائيلية، استطاعت ان تربك المستويين العسكري والسياسي في الكيان الصهيوني. ففي اليوم الثامن من العدوان المستمر والمتواصل، عصفت الخلافات في الاجتماع الوزاري المصغر برئاسة رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو. وبدلا من ان يبحث هذا المجلس التصعيد العسكري والتدميري على غزة، بعدما رفضت المقاومة الفلسطينية المبادرة المصرية، غرق هذا المجلس في البحث في الخلافات التي دبت بين اعضاء واطراف الحكومة الاسرائيلية، على وقع المواقف من المبادرة المصرية.
وبعدما اتهم وزير الخارجية افيغدور ليبرمان رئيسه نتنياهو بالتردد والخضوع، اعلن نائب وزير الدفاع الاسرائيلي داني دانون هزيمة الجيش الاسرائيلي في الحرب على غزة، فكان عقابه الاقالة الفورية من منصبه بقرار من نتنياهو.
الصواريخ الغزية تدمي الاسرائيليين، وهناك اعلانات متكررة من قبل الاسرائيليين عن سقوط جنود قتلى بالقنابل الفلسطينية، وجرحى بالعشرات من الصهاينة يسقطون بالصواريخ التي تطلقها الفصائل الفلسطينية، حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين... اضافة الى مشاهد الصمود الفلسطيني الاهلي الذي يفقأ عين العدوان الاسرائيلي، الذي لا يتحمل جمهوره النزول الى الفنادق تحت الارض، التي تسمى ملاجئ، والمجهزة بكل ما يلزم لراحة الصهاينة، فيما يختبئ المواطنون الغزيون في العراء، بعدما تحولت بيوتهم الى ركام...
مع نهاية اليوم الثامن استفاق العالم على حجم العدوان، فكان لسانه يتحدث عن الحرب على غزة، فيما قلبه على أمن اسرائيل. وقد تحرك اصدقاء الولايات المتحدة، التي اعلن رئيسها باراك اوباما تأييده للعدوان الاسرائيلي، من دون ان يرف له جفن على شهداء غزة الذين تجاوز عددهم المئتين، والجرحى الضحايا الذين فاق عددهم ١٧٠٠ جريح، النسبة الكبيرة منهم هي من الاطفال والنساء والعجزة، خصوصا ان الجيش الاسرائيلي لم يوفر دور العجزة من التدمير، وكان بكل وقاحة يطالب نزلاءها بمغادرتها، فيما هو يعرف انهم عجزة لا يستطيعون الخروج، وليس هناك من يمكنه اخلاؤهم تحت اطنان القنابل والمتفجرات التي ألقت بها اسرائيل في كل مكان من غزة.
وعشية اليوم التاسع من ايام العدوان تكثفت الاتصالات على المستويين العالمي والاقليمي، وتمحورت كلها حول المبادرة المصرية وضرورة انجاحها. وفيما لم تتوقف الهجمات المتبادلة من القصف الجوي والبحري والبري الاسرائيلي، والقصف الفلسطيني بالصواريخ، اجتمعت الحكومة الاسرائيلية مع كل خلافاتها، واعلنت قبولها بالمبادرة المصرية، التي قالت اسرائيل انها تفتح الباب امام تجريد غزة من صواريخها وانفاقها.
ولم تنتظر حماس الموعد الذي حددته المبادرة لوقف النار، بل سارعت الى رفضها.
ولان هذا الرفض مكلف، حاولت حماس لاحقا تلطيف مصطلحاته لاحقا، واعلنت ان المبادرة قيد الدرس... الا ان الامور تغيرت بعد الموقف الاسرائيلي فكان الرفض بالاجماع من حماس والجهاد الاسلامي واضحا ورسميا.
وظهرت الامور، كان هناك شبه انقسام بين المستوى السياسي في حماس والمستوى العسكري المتمثل بكتائب القسام التي اصدرت بيانا قالت فيه: لم تتوجه الينا اي جهة رسمية او غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف اطلاق النار المزعومة، التي يتم الحديث عنها في وسائل الاعلام. وان صح محتوى هذه المبادرة، فانها مبادرة ركوع وخضوع نرفضها جملة وتفصيلا.
وتوعدت القسام بأن تكون المعركة اكثر ضراوة.
وفي بيانها ذكرت منظمة الجهاد الاسلامي ان المبادرة المصرية غير ملزمة لها وان سرايا القدس ستواصل عملياتها جنبا الى جنب مع كل الفصائل والاجنحة العسكرية التي تواجه العدوان.
حتى اليوم التاسع من العدوان كانت المبادرة المصرية ما زالت مادة اعلامية، تتمحور حول مبدأ وقف اطلاق النار، ولم تظهر الى العلن لا شروطها ولا آليتها.
وكل ما في الامر ان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال ان مصر عملت على اجراء اتصالات مكثفة مع كل الاطراف للعمل على احتواء الازمة ومنع التصعيد، وقال ان الاتصالات شملت القيادة الفلسطينية والفصائل المختلفة والسلطات الاسرائيلية. وقد تولت جامعة الدول العربية الدعوة لكل الاطراف المعنية من اجل دعم المبادرة المصرية.
وفي اليوم الثامن، وفيما كانت الاتصالات تتكثف ومع دوران الساعة لتتجاوز الساعات الاربع والعشرين التي حددتها المبادرة لوقف العدوان. كانت غزة قد امطرت اسرائيل بأكثر من ١٢٠ صاروخا طالت مناطق في اقصى الشمال الشرقي لفلسطيني.

كادر
المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار بين غزة واسرائيل

أُطلقت المبادرة التي تُطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك في ظل اتصالات تجريها مصر مع الجانب الإسرائيلي والقيادة الفلسطينية وسائر الفصائل الفلسطينية، بما يؤدي الى وقف الأعمال العدائية براً وبحراً وجواً ووضع حد لنزيف الدم الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وتؤمن مصر أن نجاح هذه المبادرة ووقف جميع الأعمال العدائية سيسهم من دون شك في تهيئة المناخ لاستئناف مفاوضات جادة، وفق إطار زمني محدد وعلى أساس المرجعيات والمبادئ الدولية المتفق عليها، وتقود إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهي الضمانة الوحيدة لإستدامة الأمن والاستقرار لسائر شعوب المنطقة.
يأتي ذلك استكمالاً للجهود المكثفة والاتصالات المستمرة التي تجريها مصر على أعلى مستوى على مدار الأسبوعين الماضيين مع مختلف الأطراف المعنية والإقليمية والدولية، وانطلاقا من مسؤولياتها تجاه أشقائها الفلسطينيين وحقنا لدمائهم والحيلولة دون تصاعد أعداد الشهداء والمصابين جراء الاعتداءات الإسرائيلية.

نص المبادرة
وجاءت بنود المبادرة كما يلي:
1 - انطلاقاً من المسؤولية التاريخية لمصر... وإيماناً منها بأهمية تحقيق السلام في المنطقة وحرصاً على أرواح الأبرياء وحقنا للدماء، تدعو مصر كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار، نظراً لأن تصعيد المواقف والعنف والعنف المضاد وما سيسفر عنه من ضحايا لن يكون في صالح أي من الطرفين. ومن هذا المنطلق يلتزم الطرفان خلال فترة وقف إطلاق النار بالآتي:
أ - تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) على قطاع غزة برأ وبحراً وجواً، مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين.
ب - تقوم جميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية (Hostilities) من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض مع التأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين.
ج - فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
د - أما باقي القضايا بما في ذلك موضوع الأمن سيتم بحثها مع الطرفين.
2 - أسلوب تنفيذ المبادرة:
أ - تحددت الساعة ٦،٠٠ يوم 15/7/2014 طبقاً للتوقيت العالمي لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها من دون شروط مسبقة.
ب - يتم استقبال وفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، على أن تتم المباحثات مع الطرفين كل على حدة طبقاً لتفاهمات تثبيت التهدئة بالقاهرة عام 2012.
ج - يلتزم الطرفان بعدم القيام بأي أعمال من شأنها التأثير بالسلب على تنفيذ التفاهمات، وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين بالالتزام بما يتم الاتفاق عليه، ومتابعة تنفيذها ومراجعة أي من الطرفين حال القيام بأي أعمال تعرقل استقرارها.


الامارات تشجب العدوان
الاسرائيلي على غزة

أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن استنكارها الشديد للممارسات العدوانية المستمرة التي تقوم بها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
جاء ذلك في بيان أصدرته وزارة الخارجية أكدت فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعرب عن إدانتها لسلسلة الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف البيان: ان دولة الإمارات العربية المتحدة تجدد رفضها الكامل لكل أعمال العنف التي تؤدي إلى إزهاق أرواح المدنيين وتطالب بالتوقف عن سياسة الانتقام والعقاب الجماعي، وقال البيان: ان دولة الامارات العربية المتحدة تدعو المجتمع الدولي الى التحرك الفوري من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين واستهداف قطاع غزة والاطلاع بمسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني.
وشددت وزارة الخارجية في بيانها على ضرورة احترام قواعد القانون الدولي والالتزام به حفاظاً على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
    قرأ هذا المقال   1630 مرة
غلاف هذا العدد