إختر عدداً من الأرشيف  
الغلاف

بداية الهجوم الاميركي في سوريا ٢٤٧ غارة بمشاركة خمس دول عربية
اوباما: لن نسامح كل من يتآمر على اميركا او يلحق الاذى بالاميركيين
ويبلّغ الكونغرس بتعذر معرفة مدة استمرار العمليات العسكرية واعادة الانتشار
في اجتياحه لجزء كبير من اراضي العراق والغاء الحدود مع سوريا حرّك تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش شهية الولايات المتحدة الاميركية نحو المنطقة، فاستغلت قلق الدول الحليفة لها المهددة بالوباء الداعشي، فكان التحالف الدولي لمواجهة داعش واخواتها من الفصائل التكفيرية الارهابية، ثم انفتحت شهية الولايات المتحدة على التدخل ضد داعش في سوريا، من منطلق انه لا فصل بين داعش في العراق وداعش في سوريا.
التدخل الاميركي ضد هذا المرض الارهابي بدأ في العراق قبل تشكيل التحالف الدولي الذي تكون في اجتماع جدة، للدول العربية المعنية وتركيا والولايات المتحدة، فقد هاجمت الطائرات الحربية الاميركية التنظيم الارهابي على تخوم كردستان العراق، حيث تتجمع مصالح اميركية كبيرة في هذه المنطقة، ولاحقا هاجمت مسلحي هذا التنظيم بالقرب من سد الموصل، فأُبعدوا عن السد. المعارك البرية في العراق على اشدها بين الجيش العراقي والقوات الشعبية من جهة وبين مسلحي داعش من جهة ثانية، وكذلك الامر في سوريا حيث يقوم الطيران الحربي السوري بطلعات جوية يومية لقصف مواقع الارهابيين التكفيريين في الرقة، في جرود القلمون على الحدود مع لبنان.
الحرب في سوريا تهدد دول الجوار وتحديدا لبنان والاردن وتركيا، واصبح من الصعب جدا محاصرة نيران هذه الحرب في سوريا. والحرب في العراق تهدد ايضا دول الجوار في الخليج العربي، وبات ايضا من الصعب على العراق وحده محاصرة النيران التي اشعلتها داعش باحتلالها محافظات في المنطقة الغربية من الدولة.

في جدة ولد التحالف الدولي ضد داعش، وفي الولايات المتحدة تحددت مهمات هذا التحالف. ووضعت آليات التدخل.

تركيا تعتذر.. ثم تشترك
وفي جدة اعتذرت تركيا عن عدم توقيعها على البيان المشترك للتدخل العسكري، حيث كانت حجة اعتذارها وجود رهائن اتراك في القنصلية التركية في الموصل بين ايدي داعش، وبعد اجتماع نيويورك الذي شاركت فيه كل دول التحالف برئاسة الولايات المتحدة وحضور دول الحلف الاطلسي والدول العربية التي شاركت في اجتماع جدة، بعد هذا الاجتماع اعلنت تركيا انضمامها لعمليات التحالف، فيما كانت الطائرات الحربية الاميركية بمساعدة الطيران الحربي السعودي والاماراتي والبحريني والاردني تغير على قواعد ومواقع قيادية لداعش في الرقة السورية، وقد انطلقت هذه الطائرات من البحر ومن قواعد جوية في الدول الخليجية المذكورة، وكذلك اطلقت البحرية الاميركية صواريخ توماهوك الذكية.
في هذه الهجمة استخدمت قوى التحالف الدولي ضد داعش ما يزيد عن ١٦٠ صاروخا وقنبلة، وقدرت خسائر الارهابيين بحوالى ١٥٠ قتيلا، بحسب مراقبين، وادعت الولايات المتحدة على لسان متحدث عسكري بعدم اصابة مدنيين!
وقد حدد الجيش الاميركي اهداف الغارات التي نفذها بعشرين هدفا.
المراقبون الذين يتتبعون المسار البياني الذي تحرك عليه الاميركي في هذه القضية سألوا: الا تعرف الادارة الاميركية وكل وسائلها الاستخباراتية والمالية والتكنولوجية، منابع تمويل الارهاب الداعشي وغيره؟ فيما هناك على وسائل التواصل الاجتماعي جداول باسماء ٣٢ مؤسسة وشخصية في احدى دول الخليج تمول داعش بصورة متواصلة. واذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تبادل هذه المعلومات، هل يمكن ان تكون غائبة عن وعي الدوائر الاميركية وعلمها؟

التباس حول النوايا الاميركية
هناك التباس في فهم بعض القوى الاقليمية والعديد من القوى السياسية لحقيقة الاهداف التي تسعى واشنطن لتحقيقها، خصوصا بعد اعلان رئىس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مرة ان الولايات المتحدة تسعى من وراء هذا التحالف الى حماية مصالحها!!
والشك من اولى الموجبات في تحليل مواقف من هذا المستوى، فهو المنطلق الذي يقود الى اليقين، بشرط ان يقود الشك الى البحث عن الحقيقة... وعلى دول المنطقة ان تكون اكثر تنبها، لان المعروف لكل العالم، ان ما تشهده منطقتنا هي احداث تنسجم مع مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي اعلنت عنه الولايات المتحدة منذ العام ٢٠٠٦ على لسان كبار مسؤوليها ودبلوماسييها، وابرزهم وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس لدى زيارتها لبنان خلال عدوان تموز ٢٠٠٦ الاسرائىلي على لبنان.
بعد تنفيذ ضربات التحالف الاولى في الرقة سارعت دمشق الى الاعلان عن تلقيها علماً بالضربة من الولايات المتحدة الاميركية، عبر سفيرها الدائم في الامم المتحدة. ولكن وزارة الخارجية الاميركية نفت علمها بذلك، فانشغل الرأي العام والاعلام الاقليمي والدولي بالبحث عمن يكذب، الى ان اعلن امين عام الامم المتحدة بان كي مون ان الخارجية السورية تبلّغت رسالة من الادارة الاميركية بعزم التحالف على شنّ هجوم على الرقة ضد داعش.
في المواقف ان سوريا ايدت تدخل التحالف الدولي بضرب داعش، فيما يعارض حلفاؤها هذا التدخل الدولي، كل من خلف اسبابه...
فالجمهورية الاسلامية في ايران عارضت اي عمل عسكري غربي، اميركي - اوروبي في المنطقة، في العراق كما في سوريا، لان لديها قلقاً من ان تكون الادارة الاميركية تريد العودة عسكريا الى العراق.
وروسيا، تنطلق من معارضتها لاقدام التحالف الدولي على الضرب في سوريا، من خشيتها من النوايا الاميركية بان تبيِّت ضربة للدولة السورية كحكومة وجيش ومؤسسات...
ولا بد من التذكير بان الرئيس الاميركي اوباما هدد باسقاط النظام السوري في معرض ردّه على الموقف السوري الذي قال ان سوريا ستواجه طيران التحالف الدولي اذا دخل اجوائها من دون تنسيق مع الدولة السورية.

لبنان في منطقة انعدام الوزن
اما بالنسبة الى لبنان، فانه واقع في منطقة انعدام الوزن، فهو اليوم كيان من دون دولة، لا رئيس جمهورية يحاول جمع القوى السياسية حوله، ولا مجلس نواب قادر على الاجتماع لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو معطل منذ أيار/مايو الماضي يوم التأم في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وفشل في ذلك، كما فشل حتى اليوم في عقد اي جلسة تشريعية او حتى اجرائية، والحكومة برئاسة تمام سلام تعمل على الطاقة اليدوية اي انها تسير بالدفع اليدوي، وتنتج بأدنى الحد الأدنى، وهي اعجز من ان تمتلك آلية رسمية لمحاولة تحرير العسكريين من جيش وقوى أمنية، المخطوفين عند قوى التكفير والارهاب داعش والنصرة.
يدعي رئيس الحكومة بامتلاك عناصر قوة للتفاوض مع الارهابيين، ثم تتودد حكومته الى القوى الخارجية لتستخدم عناصر قوتها لتحرير الجنود اللبنانيين. فيما كل لبناني يعرف حجم عناصر قوة لبنان لادارة ملف التفاوض، وهي عناصر قوة حقيقية، ولكن هل يمكن لمثل هذه الحكومة ان تستخدم عناصر القوة اللبنانية؟ هل تستطيع هذه الحكومة ان تبلِّغ الارهابيين بأنها ستقابل من اعدم كل جندي مخطوف، باعدام ارهابيين لديها محكومين بالاعدام؟ وهل اذا ابلغت هذه الرسالة ستكون هذه الحكومة قادرة على تنفيذ هذا العنصر القوي الذي وحده يستطيع ان يحمي ابناءنا العسكريين من الذبح والجز والاعدام؟

أوباما: دفاعاً عن المصالح الأميركية
بعد الهجوم الأميركي على الرقة قال جيش الولايات المتحدة إن الضربات الجوية التي نفذها بمساعدة دول عربية على أهداف في سوريا خلال ليل ٢٢- ٢٣/٩/٢٠١٤ هي مجرد بداية لجهود التحالف الرامية لإضعاف تنظيم داعش وغيره من المتشددين.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع البنتاغون الأميرال جون كيربي للصحافيين يمكنني أن أقول لكم إن الضربات التي وجهت هي مجرد بداية. وأضاف أنها كانت ناجحة جدا وستتواصل.
واعلن ان الولايات المتحدة وحلفاءها اطلقوا اكثر من ١٦٠ صاروخا وقنبلة اثناء الضربات في سوريا. وانه لا يوجد ما يشير حتى الآن الى مقتل مدنيين في العمليات، مضيفا ان تقييمات تجري لنتائج هذا الهجوم.
وأفاد متحدث عسكري آخر، أن دولا عربية بينها السعودية والأردن والبحرين والإمارات العربية المتحدة شاركت في الموجتين الثانية والثالثة من الهجمات. وقال الليفتنانت جنرال وليام ميفيل أن أنشطة القوات الجوية العربية تراوحت بين تنفيذ دوريات جوية قتالية وتوجيه ضربات لأهداف.
وتعهد الرئيس الأميركي اوباما بمواصلة الحرب ضد تنظيم داعش وقال ان خمس دول عربية شاركت في الضربات الجوية.
وقال اوباما قبل مغادرته البيت الابيض الى الأمم المتحدة في نيويورك: مرة أخرى يجب أن يكون واضحا لأي شخص يتآمر ضد اميركا ويلحق الأذى بالأميركيين أننا لن نتسامح مع الملاذات الآمنة للارهابيين الذين يهددون شعبنا.
واضاف ان قوة التحالف الذي يضم أكثر من 40 دولة بينها خمس دول عربية شاركت في الحملة الجوية تظهر أن الحرب ضد مثل هؤلاء المتشددين ليست حرب اميركا وحدها. وقال اميركا فخورة بأن تقف كتفا بكتف مع تلك الدول باسم أمننا المشترك.
وقال أوباما في رسالة للكونغرس عقب الضربات الجوية: من المتعذر معرفة مدة هذه العمليات وإعادة الانتشار. سأواصل إدارة مثل هذه الإجراءات الإضافية حسب الضرورة لحماية وتأمين المواطنين الأميركيين ومصالحنا في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية. وقال التلفزيون السوري إن الولايات المتحدة ابلغت مندوب دمشق لدى الأمم المتحدة انها ستضرب اهدافا ل داعش في الرقة على بعد 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق. كما استهدفت مناطق على الحدود العراقية - السورية.
وقال مسؤولون اميركيون والمرصد السوري لحقوق الانسان ان الهجمات في الرقة استهدفت مبان يستخدمها المسلحون وامدادات الاسلحة ونقاط التفتيش. ويتابع المرصد السوري الحرب الاهلية في سوريا من خلال شبكة من الناشطين على الارض.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد في اتصال هاتفي انه جرى تنفيذ 50 ضربة جوية على الأقل ضد أهداف للتنظيم في محافظتي الرقة ودير الزور يوم الثلاثاء الماضي كما شنت ضربات جوية على جبهة النصرة التي تربطها صلات بتنظيم القاعدة في شمال غرب سوريا.




جلسة استثنائية برئاسة اوباما

مجلس الامن... قرار ملزم بمنع تدفق
المقاتلين الاسلاميين الاجانب الى سوريا والعراق
اصدر مجلس الامن الدولي قرارا ملزما بوقف تدفق المقاتلين الاسلاميين المتطرفين الاجانب الى سوريا والعراق، تمهيدا لاحتواء الخطر الذي يشكلونه على بلدانهم الاصلية. جرى ذلك في جلسة استثنائية عقدها المجلس برئاسة الرئيس الاميركي باراك اوباما. ونص القرار على منع الدول لمواطنيها من الانخراط في تنظيمات متطرفة مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش تحت طائلة فرض العقوبات. هذا الاجتماع النادر لمجلس الامن حضره العديد من رؤساء الدول والحكومات كان بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
وقال أوباما إن تكتيك الإرهاب ليس بالجديد وإن الكثير من الدول رأت مواطنيها يقتلون على يد الإرهابيين، منددا بمقتل الرهينة الفرنسي.
وأضاف: التدفق غير مسبوق للمقاتلين إلى أفغانستان وليبيا وسوريا والعراق، فهناك أكثر من 15 ألف مقاتل أجنبي أتوا إلى سوريا حسب المعلومات الاستخباراتية، وهم يشكلون تهديدا فوريا.
واكد اوباما امام الجمعية العمومية، التي انطلقت اعمالها في نيويورك، يوم الاربعاء الماضي، مواصلة بلاده الحرب على الارهاب، وتعهد بالقضاء على داعش، مشيرا الى ان الدولة تعمل مع حلفائها لاضعافها ثم تدميرها تماما. وقال: ان اللغة الوحيدة التي تفهمها هي القوة. وعلق على مقاطع الفيديو التي نشرتها داعش مؤكدا ان لا إله يقبَل بها.



الفيصل: داعش سرقت عقول شبابنا!
قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل: نحن سنشارك في أي عمل ضد المنظمات الإرهابية، وخاصة منظمة داعش، مشدداً على أن هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإرهابية خطرها على المنطقة داهم. وقال إن أول ما فعلته أنها سرقت عقول شبابنا وغيرت المفاهيم الإسلامية بشكل أساء الى الأمة الإسلامية إساءة لا يمكن أن نحصيها الآن. ولكن عسانا أن نستطيع أن نعالجها في المستقبل. ووصف تنظيم داعش بأنه شر مستطير يجب القضاء عليه، مؤكداً أن السعودية ستشارك في أي جهد يبذل للقضاء عليه. وكذلك، إن مشاركتنا فيه، وخاصة في سوريا التي يدعي نظامها أنه هو ضد الإرهاب في حين أن داعش لها ثلاث سنوات وهي في الأراضي السورية، ولم نسمع يوماً واحداً أن أطلقت النار بين جيش النظام السوري وداعش، أو بين داعش والقوات الأخرى الموجودة بصورة غير شرعية في سوريا. وكرر أن أي عمل يقوم لإزالة هذا الوضع وإزالة الظلم الذي يقاسيه الشعب السوري سنشترك فيه. هذا القرار اتخذته المملكة حماية لشعبها ومصالحه وحماية أيضاً للشعب السوري ومصالحه.
    قرأ هذا المقال   2143 مرة
غلاف هذا العدد