إختر عدداً من الأرشيف  
حوار الصياد

النائب في تيار المستقبل الدكتور عاطف مجدلاني في حوار مع الصياد:
ما يجري في المنطقة عسكريا وسياسيا يصب في خدمة اسرائىل
اكد النائب في كتلة تيار المستقبل الدكتور عاطف مجدلاني ان كل ما يجري في المنطقة هو لخدمة اسرائىل ومصالحها وديمومتها.. ورأى ان ازالة السلاح الكيميائي السوري هو خدمة لاسرائيل والتركيز اليوم على ازالة البرنامج النووي الايراني هو ايضا لخدمة اسرائىل.. وتوقع انه بعد توقيع الاتفاق بين الغرب وايران تبدأ الصورة في دول المنطقة تتوضح، وطبعا لبنان هو من هذه الدول. واستبعد في هذا الحوار مع الصياد انتخاب رئيس جمهورية قبل ان تتوضح صورة المنطقة، وبخاصة في سوريا والعراق واليمن.. وعبّر عن قلقه من انتقال السيناريو الحوثي من اليمن الى لبنان. وتمنى ان يتحول المجلس الوطني الذي انتخب النائب السابق سمير فرنجيه رئىسا له والذي ضم كل المذاهب المسيحية والاسلامية الى عامية البيال. والى نص الحوار.

كيف تنظر الى المرحلة الحالية التي يمر بها لبنان؟
- في ظل ما يحصل بالمنطقة من جهة وتدهور الوضع الداخلي اللبناني على مستوى المؤسسات الشرعية من جهة ثانية، اعتقد ان لبنان دخل مرحلة مفصلية في ظل تعطيل انتخاب رئىس الجمهورية وتعطيل مجلس النواب، وتعطيل الحكومة.. ولم تعد هناك مؤسسة دستورية تنتج... وربما يكون هناك من يخطط حتى يقول بأن الطائف انتهى وعلينا التفتيش عن نظام جديد.

سيناريو حوثي للبنان!!

ماذا يمكن ان تقول في هذا المناخ السياسي الذي تشير اليه بقلق كما يبدو من حديثك؟
- اقول هل هذه المرحلة المفصلية تمر على خير وسلامة امنيا؟ وهل التعاطي السياسي عن طريق الحوار يمكن ان يؤدي الى تحديد جديد للنظام السياسي، ام اننا سنمر بمرحلة قد تكون قاسية امنيا وعسكريا.. وانا اسمي هذه المرحلة، مرحلة السيناريو الحوثي تمهيدا لطاولة حوار تضع الكل حولها لتحديد أسس النظام الجديد.
هذا الكلام يدل على ان الوضع في غاية الحساسية؟
- نعم الوضع حساس طبعا، ولا ادري اذا كنت توافقني الرأي!
كيف اذا تقرأ الوضع الامني في لبنان الواقع بين الحرائق الاقليمية؟
- الوضع الامني ممسوك داخليا عبر ما يقوم به الجيش اللبناني وعناصر قوى الامن الداخلي الذين يقومون بعمل مضني للمحافظة على الامن، ويواكب هذا العمل الجاد والمسؤول من قبل القوى العسكرية والامنية في لبنان مظلة اقليمية - دولية للمحافظة على الاستقرار. ما يجعل الوضع الامني ممسوكا ويحول دون نقل الوضع الى الشارع.
اين دور السياسة؟
- هناك مواكبة سياسية للاستقرار الامني تراه من ناحية الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله لتخفيف الاحتقان السني - الشيعي، وهذا الحوار حقيقة يحيد الشارع بموضوع الاحتقان.. ومن جهة الحوار بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.. كل هذا الحراك السياسي ينتج هذا الجو في لبنان.. جو امني ممسوك الى حد كبير.. ولكن لا احد يعرف كيف يمكن ان تتغير الظروف!

كله لمصلحة اسرائىل
لماذا لا تشمل المظلة الاقليمية - الدولية التي تركز على الاستقرار الامني الوضع السياسي وتغطي عملية انتخاب رئيس جمهورية ليستقيم عمل المؤسسات الدستورية؟
- لان هذه المظلة الاقليمية - الدولية هي بانتظار تبلور الامور على الارض في المنطقة وخاصة في سوريا وكيف ستتطور الامور فيها، وهي بانتظار نتيجة الحوار الدائر بين اميركا والغرب من جهة وايران من جهة ثانية في الملف النووي الايراني، وما هو فوق الطاولة وما هو تحت الطاولة. لذلك ترى ان الموضوع السياسي محيّد الى حين تبلور الصورة على صعيد المنطقة سورياً، عراقياً، وخليجياً، وهذه الاوضاع في المنطقة ايضا تنتظر الحوار الايراني - الاميركي في موضوع السلاح النووي...
واذا تبصرنا بما يجري على الارض وبما يدور بالسياسة نرى انه يدور حول مصلحة اسرائيل... قبل تأمين مصلحة اسرائيل لا اعتقد ان الامور الاقليمية ستتبلور. لا الوضع السوري ولا الوضع العراقي ولا الوضع الخليجي، والهم الاول اليوم عند اسرائيل ومن ثم طبعا عند اميركا هو السلاح النووي الايراني، ففي حال توصلت المحادثات الاميركية - الايرانية الى تحييد ايران نوويا تكون أمنت حماية اسرائيل. وكما حمت اسرائيل من السلاح الكيميائي السوري تعمل حاليا لحمايتها من النووي الايراني وعندما يتم هذا الامر اعتقد بأن الامور المعقدة في المنطقة وفي العالم ستبدأ بالحلحلة وتتظهر الصورة الواضحة للمنطقة.
كيف تتوقع ان تكون صورة المنطقة في ضوء ما تشير اليه؟
- لا ادري... هل يعود مشروع كيسنجر لتفتيت المنطقة الى دويلات طائفية... مذهبية... ام ستولد صيغة جديدة، هذا ما لا اعرفه.

تعطيل المؤسسات
هل تعتقد ان الاستقرار الامني اللبناني والمظلة الاقليمية - الدولية فوقه مرتبطان بهذه الرؤية؟
- الساحة اللبنانية لا تغيّر ولن تغير في الامر شيئا، واعتقد ان القوى الاقليمية - الدولية بحاجة الى منطقة هادئة تكون ربما منطقة عمل فعلي لتحديد واخراج مستقبل المنطقة.
من الملاحظ انه لم يعد يشعر الناس بان عدم انتخاب رئيس جمهورية يشكل ازمة، كيف تفسر ذلك؟
- هذا صحيح... ولكن غياب رئيس الجمهورية عطّل المؤسسات الدستورية الاخرى.
فتعطل المجلس النيابي والحكومة صارت بحكم المعطلة، وسينعكس الامر عاجلا او اجلا على اوضاع المواطنين... وعندها سيعرف المواطن كم هو مهم وجود رئيس للجمهورية في لبنان، رغم كل الكلام الذي يقال عن ان رئاسة الجمهورية لا صلاحيات لديها وهي موقع بات رمزيا... لكن الواضح تماما ان وجود رئيس جمهورية هو اساس في النظام اللبناني، فلذلك هو اساس لتسيير الامور واساس لعمل كل المؤسسات الدستورية والشرعية من المجلس النيابي الى الحكومة...
ماذا عن ميثاقية رئاسة الجمهورية؟
- بغض النظر عن الركيزة الميثاقية... انا اريد الذهاب الى اعمال الناس اليومية المعيشية الاجتماعية التي هي اكثر ما تجعل المواطن يشعر بالالم اكثر من الموضوع الميثاقي!!
الامور المعيشية الاجتماعية معطلة، لان لا رئيس على رأس الجمهورية... وليس لان العماد عون يطالب بتعيين قائد للجيش...
وماذا عن تشريع الضرورة؟
- يبدأ تشريع الضرورة باقرار قانون جديد للانتخاب... واعطاء الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني... ولكن الامر الاهم من ذلك هو غياب رئيس الجمهورية او الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية الذي انسحب تعطيلا على المجلس النيابي والتشريع، وعلى صعيد عمل الحكومة.

لا مسؤولية!
الى اي مدى يتحمل مسيحيو ١٤ آذار النواب مسؤولية في معالجة ازمة عدم انتخاب رئيس جمهورية؟
- مع الاسف الشديد استطيع ان اقول ان نواب ١٤ آذار لا يتحملون اي مسؤولية بهذا الموضوع. نواب ١٤ آذار يحضرون باستمرار الى المجلس النيابي، وهم على اتم الاستعداد لاداء واجبهم الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية، انما مع الاسف الشديد غبطة البطريرك الراعي لا يفرّق بين النواب الذين يحضرون كل مرة لاداء واجبهم الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية والذين يتغيبون عن الجلسات التي يحددها رئيس المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية معطلين بغيابهم النصاب المطلوب للانتخاب، وخاصة النواب المسيحيون في ٨ آذار... وانا هنا اناشد غبطة البطريرك ان يحدد بالاسم من يعطل انتخاب رئيس الجمهورية ويحمله المسؤولية... وانا اعتقد ان على الكنيسة ان تتخذ الاجراءات، لانه لم يعد من المسموح استمرار الشغور في مقام رئاسة الجمهورية.
هناك اتفاق مسيحي اجتمع عليه نواب ١٤ آذار ونواب التيار الوطني الحر شل العمل التشريعي او تشريع الضرورة كيف تفسر ذلك، ولماذا لا تتفاهمون بالسياسة كما تفاهمتم على التعطيل؟
- نحن نحاول، ولكن الفريق الآخر لا يمد اليد للتلاقي والتفاهم... نحن نقول لا فيتو عندنا على احد بالنسبة لانتخابات رئاسة الجمهورية، ولكن نحن نريد رئيس جمهورية يكون لكل اللبنانيين رئيس يجمع اللبنانيين على ثوابت الكل يوافق عليها!! ولذلك نحن نقول للعماد عون: نحن لسنا ضدك نحن نريد رئيس يجمع اللبنانيين، لا رئيس يفرق اللبنانيين ضد فريق آخر... نريده ان لا يكون رئيس تحد، بل رئيس توفيقي، الرئيس التوفيقي تكون مواقفه توفيقية وتاريخه توفيقي.

الوضع الاقتصادي دقيق
تظاهرة البيال الاقتصادية ما هي اهدافها الحقيقية غير المعلنة وماذا يمكن ان تحقق؟
- لا اعتقد ان هناك اهدافا غير معلنة، والمعلن هو تحذير اللبنانيين من الوضع الاقتصادي، لان هذا الوضع دقيق وحساس، واذا لم نتدارك الامور سنذهب نحو الانهيار.
لقاء البيال الاقتصادي حمّل المسؤولية لمن يعطلون الانتخابات الرئاسية، التي هي اساس كل التفاعلات السلبية الحاصلة اليوم وفي مقدمها التراجع الاقتصادي والمالي الكبير.
نسمع بالتحضير لاعلان عصيان مدني هل من الممكن ان نصل الى هذه المرحلة؟
- لا اعرف اذا كنا سنصل الى هذه المرحلة، ولا ادري اذا كان يؤدي الى مخرج على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية... ما من شك انه من واجبات الهيئات الاقتصادية ان تحذّر اللبنانيين من خطورة الوضع، ومن الضرورة القيام بعمل ما لتحريك المياه الراكدة في موضوع رئاسة الجمهورية.
تستبعد اكثر من جهة سياسية ان تحصل الانتخابات الرئاسية في العام الحالي ٢٠١٥ هل تجاري هؤلاء الرأي؟
- كما ارى من الامور التي تجري في المنطقة، لا اظن انه سيصار الى انتخاب رئيس للجمهورية قبل السيناريو الحوثي وطاولة الحوار حول النووي الايراني... وقيام نظام جديد في لبنان.
ماذا تقصد ب السيناريو الحوثي؟
- الانقلاب على السلطة الشرعية ومن ثم الدعوة الى حوار لوضع اسس لنظام جديد للبنان...
هل تقصد ان السيناريو الحوثي في اليمن يمكن ان يطبّق في لبنان؟
- صحيح... وب العربي المشبرح انقلاب حزب الله على السلطة..
هذا كلام خطير.. وأمر خطير اذا حصل!
- نعم... طبعا... نعم... طبعا.

المجلس الوطني اللبناني!!
ما هي ابعاد عمل المجلس الوطني الذي انتخب النائب السابق سمير فرنجيه رئيسا له الاسبوع الماضي؟
- قوى ١٤ آذار عندها من الحيوية ما يكفي للتأقلم مع الظروف، ومن هنا جاء تكوين هذا المجلس الوطني وانتخاب رئىس له لتحريك المياه الراكدة داخل ١٤ آذار بعدما صار هناك نوع من الاسترخاء في شأن الوضع الراهن، رغم خطورته، ولذلك كان هناك ضرورة لتحريك هذا الامر وخاصة للاستفادة من القوى المستقلة الموجودة داخل ١٤ آذار واعطائها الدور المفروض ان تتولاه وهو الدور المعنوي والدور الفكري الرؤيوي... من اجل ذلك كان المجلس الوطني وانتخاب الاستاذ سمير فرنجيه رئيسا له وانا احييه بهذه المناسبة، ونحن دائما نستفيد من افكاره..
يعيدني انشاء المجلس الوطني الذي ينضوي فيه كل المذاهب المسيحية والاسلامية الى عامية انطلياس هل يمكن ان نكون اليوم امام عامية البيال؟ على غرار عامية انطلياس؟
- يا ريت.. يا ألف يا ريت.. وانا شخصيا اتمنى لو نعيد اجواء عامية انطلياس، لان تلك العامية كان يقف خلفها ضمير الشعب تجاه ما كانت تتخبط فيه الساحة السياسية يومها... وهذا الضمير الذي يجب ان يحرك القوى السياسية، والذي هو المرشد وقوة الدفع لسلوك القادة السياسيين طريق انقاذ لبنان ونقله من لجج التلاطم السياسي الى شاطئ الامان الوطني.
هل تحلم بأن تكون هناك صحوة ضمير وطنية شاملة؟
- طبعا، انا اقول اذا لم يكن هناك صحوة وطنية واسعة فنحن داهبون الى سيناريو يهدد النظام الذي ارتضيناه كلبنانيين والذي يؤمن الشراكة الوطنية ويؤمن العيش المشترك.. الى سيناريو تفتيتي لا ادري الى اين يمكن ان يوصل لبنان!
انا قلق من نظام يمكن ان نصل اليه ويكون خطيرا على الفكرة اللبنانية وعلى الرؤية للبنان منذ ايام ميشال شيحا الى اليوم.. هناك خطر كبير على الصيغة اللبنانية وعلى الاستقلال وعلى السيادة، ومناخ الحريات معروف مصيره في مثل هذا السقوط لا سمح الله..

المكرمة السعودية
سمعنا في الايام القليلة الماضية ما يشير الى تجميد صفقة السلاح الفرنسي للجيش اللبناني الممولة من المملكة العربية السعودية ماذا لديك من معلومات؟
- هذه عبارة عن تمنيات للفريق المتضرر من تسليح الجيش.. الفريق المتضرر من ان يكون الجيش هو القوة الاساسية المسلحة.. لذلك هناك محاولات للتخريب على هذه الهبة المشكورة من المملكة العربية السعودية على تقديمها للبنان وللجيش اللبناني وليس لاي فريق من الافرقاء اللبنانيين، وهذا يدل على مدى حرص المملكة العربية السعودية على الصيغة اللبنانية من خلال تسليح العامود الفقري الاساسي للدولة اللبنانية الذي اسمه الجيش.
كيف تقيّم دور الجيش في حماية الحدود الشمالية - الشرقية؟
- الجيش يقوم بدور ممتاز جدا.. جدا بحماية الحدود بكثير من الحكمة والدراية للمحافظة على السلم الاهلي وللمحافظة على حياة اللبنانيين وحتى على حياة النازحين السوريين داخل الاراضي اللبنانية.
وانا شخصيا احيي الجيش قيادة وافرادا على هذا الموقف وعلى هذه الحكمة، وبشكل اخص قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي نشدّ على يده ونقول له الله معك والله يقويك ويقوي الجيش لحماية الوطن من المخاطر!
    قرأ هذا المقال   1945 مرة
غلاف هذا العدد