إختر عدداً من الأرشيف  
لبنان

جولة رعوية للبطريرك الماروني في البقاع استمرت يومين
الكاردينال الراعي: وحدة اللبنانيين تخولهم تجاوز كل الخلافات
تخلي اللبنانيين عن قضاياهم وترك مشاكلهم للخارج أمر مؤسف
في المنطقة حضارة مشتركة وصلت الى ذروتها في لبنان مشاركة ومساواة
أسف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لتخلي اللبنانيين عن قضاياهم وترك مشاكلهم للخارج، وقال انه بات يسعى مع الداخل والخارج بنوع خاص لإنهاء الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية. وأكد ان أحجام الكتل السياسية عن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية أمر خطير ومرفوض، لا يقبل به أي لبناني مخلص، وأكد ان وحدة اللبنانيين تخولهم تجاوز كل الخلافات، ولكنهم بدلاً من التوحد لمواجهة مشاكلهم أوكلوها الى الخارج.
مواقف البطريرك الراعي جاءت في عدة مواقع خلال جولة في منطقة البقاع، استغرقت يومي السبت والأحد الماضيي ٢٤ و٢٥/٩/٢٠١٦، تفقد خلالها الرعية في عدد من البلدات، وشملت الجولة زحلة، تربل، الفرزل، نيحا، أبلح ورياق. وكانت بدأت من زحلة، ولقي في كل المحطات استقبالات حاشدة لم يغب عنها أهل السياسة.
في الفرزل قال الراعي: نسعى مع كل الإرادة الطيبة والوسائل في الداخل والخارج بنوع خاص، لأنه مع الأسف وبدلا من أن يحل اللبنانيون

مشاكلهم بأيديهم تركوها للخارج، ونحن نعمل على هذا الخارج كي نستطيع الخروج من هذه الأزمة. وما أسمح أن اقوله لا يمكننا أن نبقى متفرقين لا ككنيسة ولا كمجتمع مدني، ما نقوم به معا هو أن نحافظ على أهلنا والقيام بمبادرات لكي نساعدهم كي تبقى لديهم شعلة الرجاء، نتضامن كي نستطيع القيام بكل الإمكانيات لبقى شعبنا مؤمنا، وطبعا بالاتكال على صلاة الجميع، والله يساعدنا في الخروج من هذه الأزمة.
أضاف: عندما نتكلم عن الوجود المسيحي، نتكلم عن الحضارة والثقافة الضرورية في هذا الشرق. لا نستطيع أن نقول يوماً، ومهما كانت الصعوبات أن هذا البلد ليس بلدنا. هذا الكلام نسمعه للأسف من كثيرين من الناس وبخاصة من بعض الشبيبة، سنقول أن عمرنا في لبنان وفي هذا الشرق ألفي سنة نحن قبل 600 سنة على ظهور الإسلام، الحضارة كانت حضارة مسيحية ومع المسلمين اخواننا في كل البلدان العربية 1400 سنة عشناها معا حضارة وثقافة مشتركة وصلت في ذروتها إلى لبنان، مسيحيون ومسلمون يعيشون معا في المشاركة والمساواة المتوازنة، في الإدارة فصلوا عن الدولة نظامها الديني وخلقوا نظامها الديمقراطي.
وتابع: لبنان يشكل قيمة حضارية كبيرة، ليس لأننا اليوم نمر بصعوبات سياسية اقتصادية واجتماعية وأمنية، وهذا لا يعني أن لبنان انتهى، بل الصعوبات تشددنا والمحن تقوينا.
وختم الراعي: بتضامننا وتكاتفنا ووحدتنا نستطيع أن نتجاوز كل الخلافات. ولبنان لجميع أبنائه، وهو قائم على التنوع والتعددية، وعندما يفقد التنوع والتعددية وعندما يعتمد على الأحادية يفقد كل قيمته.

من يصبر للنهاية يخلص
ومن الفرزل انتقل البطريرك الراعي الى بلدة نيحا حيث رفعت الصور العملاقة واليافطات المرحبة. وأثنى غبطته على حفاوة الاستقبال اللافت الذي تميزت به نيحا من مدخلها الى شوارعها ومنازلها.
وقال: في نيحا هناك جذور وأصول وليس هناك مكان للاحباط، في هذا اللقاء أقول لكم نحن أبناء الرجاء على الرغم من وجود أسباب كثيرة لليأس والقنوط، لقد سمعنا انجيل متى الذي يتحدث عن الحروب المجاعات، ولكنه يقول: أن من يصبر للنهاية يخلص. لا أمراء العالم ولا أسلحة العالم ولا غيرهم هم أسياد التاريخ، سيد التاريخ هو يسوع المسيح، ونحن جماعة سلام وعدالة ومحبة واخوّة، نحن لا نتطلع دائما الى خلاص الوطن على يد المسؤولين السياسيين، إننا نحن ايضا مسؤولون عن خلاص هذا البلد، واذا بنى كل منا وطنه من بلدته وعائلته عندها يبنى الوطن الذي أؤكد وأقول: إننا نتحمل جميعنا مسؤولية إصلاح وبناء هذا البلد.
أضاف: اليوم الأمل كبير بالمجتمع المدني والأهلي الذي أثبت بصموده وجهوده خلاص الوطن. من المعروف أن الإصلاح يأتي من رأس الهرم، ولكنني أقول بأن الإصلاح يأتي من القاعدة أي من الشعب الذي يجب أن يفرز قياداته وأن يفرز أشخاصا محبين للبنان.
وبعد الفرزل زار الراعي بلدة ابلح حيث اقيم له استقبال في كنيسة مار جرجس المارونية، وهناك ألقى كلمة جاء فيها: قيمة لبنان انه بلد التعددية والتنوع، ما جعله يتميز بين كل البلدان، لذلك نحن حريصون على الحفاظ على هذه التعددية، لانها تولد الديمقراطية والتكامل. انا احييكم لانكم سياج هذا الوطن واحيي الجيش الذي اتخذ موقعا له في هذه البلدة واحيي القوى الامنية جميعها الموجودة معنا.
وتابع القول: اليوم نهار جميل، لأن الفرح باد على وجوهنا. انه يوم الرب ويوم الانسان. لا يوجد خوف في قلوبنا، فالسيد المسيح كان يطمئننا دوما ويقول لنا لا تخافوا. وكما هدّأ السيد المسيح، في الانجيل، الرياح التي عصفت في السفينة هو دوما يطمئننا على رغم الهزات التي تعصف في لبنان. صحيح اننا نلتقي قليلا في كل عام، ولكن انتم دائما في القلب. الازمة التي نعيشها في لبنان ليس لها خلاص الا في شعبه وليس علينا انتظار غيرنا، لكن علينا تحمل مسؤوليتنا، وعلى الهيئات المدنية ان تُشعِر شعبها ان الدولة والكنيسة موجودة الى جانبكم، الرب يقول لكم انا معكم لا تخافوا.

ليس لدينا الا العيش المشترك
وفي رياق ترأس الراعي في رياق قداسا في باحة مدرسة مار روكز الرهبانية الانطونية، وألقى كلمة قال فيها: اننا كمسلمين ومسيحيين مطلوب منا الكثير، والأهم بناء وحدتنا الوطنية ومكونيها المسلم والمسيحي، لنقول للعالم الذي لا يؤمن بهذا العيش المشترك، إننا نشهد انه ليس عندنا سوى العيش معا أديانا وثقافة وحضارات.
وأردف: مؤسف ما يجري في الشرق، فهو هدم لما بنيناه سوياً كمسلمين ومسيحيين، وحيا الطائفة الشيعية وكل الطوائف الإسلامية. وقال إن الرب يدعونا مجددا، في قلب المحن والحروب التي نعيشها، ليؤكد لنا ان من يصبر يخلص، والصبر فضيلة الرجاء، ونحن جماعة الرجاء. إن يسوع بموته وقيامته حقق انتصاره على الشر، فهو قوتنا، وكملك السلام يعطي السلام للعالم، كل شيء قد ينتهي أما الثبات فهو للقيم فقط، وارفع صلاتي معكم وأقول للرب: انت خلصت العالم وانتصرت على الشر ودعوتنا لننتصر بك. أنت يا رب سر التقوى، نلتمس بك أن تزيدنا إيمانا لكي نصمد فيك وان تجعل زيارتنا هذه تجديدا للهمم والروابط، وأهِّلنا أن نتذكر ما قلته لنا سيكون لكم في العالم ضيق، لكن ثقوا انا غلبت العالم.
وكان الراعي بدأ جولته في اليوم الأول من البقاع الاوسط من مطرانية زحلة للموارنة، ثم انتقل الى المحطة الثانية التي كانت في تربل.
    قرأ هذا المقال   1243 مرة
غلاف هذا العدد