إختر عدداً من الأرشيف  
الهام فريحة

مقام الرئاسة الأولى وهيبة الرئيس
والدور المحوري للرئيس المكلَّف
ورد في المادة 49 من الدستور ما يلي:
رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يسهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه وفقاً لأحكام الدستور.
وورد في المادة 50 من الدستور:

عندما يقبض رئيس الجمهورية على أزمة الحكم، عليه أن يحلف أمام البرلمان يمين الإخلاص للأمة اللبنانية والدستور بالنص التالي:
أحلف بالله العظيم أنّي أحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه.
وورد في المادة 60:
لا تبعة على رئيس الجمهورية حال قيامه بوظيفته، إلا عند خرقه الدستور أو في حال الخيانة العظمى.


تنبَّه المشرِّع، حين وضع الدستور اللبناني، إلى أهمية مقام رئاسة الجمهورية وشخص رئيس الجمهورية، فخصَّه بأكثر من مادة، عدا المواد التي تفصِّل صلاحياته وعلاقته بسائر السلطات.
وحين وضع المشرِّع اللبناني هذه المواد فإنما أراد أن يحفظ هيبة الرئاسة، وهذه الهيبة تقتضي أصولاً في المخاطبة وطريقة التعاطي مع الرئيس، ولهذا حين يحضر الإحتفالات ولا سيما احتفال عيد الإستقلال، يُعزَف له لحن التعظيم.


بهذا المعنى فإن الناس لا يستسيغون مخاطبة رئيس الجمهورية كشخص يخاطب زميله في العمل أو في الجامعة، فالمزاح والكلام المباشر والعفوي لا ينطبق في هذه الحالة. لمخاطبة رئيس الجمهورية أصول، كما مخاطبة رئيس مجلس النواب وكما مخاطبة رئيس الحكومة، حتى مخاطبة الإبن لوالده لها أصول، وكلام أبناء العائلة بين بعضهم البعض له أصول.


بعيداً من موجة الإنفعالات، أين أصبح الوضع الحكومي؟
الرئيس المكلَّف سعد الحريري ما زال يُقدِّم أقصى ما عنده من تسهيلات وتدوير زوايا وتقريب وجهات النظر من أجل الوصول بالتشكيلة الحكومية إلى خواتيمها السعيدة لا إلى الإنفجار. فهو يسير في حقل ألغام من دون خارطة تحدد أماكنها، لأنَّ المفاجآت ترد في أية لحظة، لذا فهو يتحسَّس كيف يتقدَّم لئلا تبدأ الألغام السياسية بالإنفجار، كما يحاول قدر الإمكان تفكيك الألغام، لذا كان واضحاً مع الجميع أنَّه على الحياد في أيِّ صراع مستجد، وأنَّه على مسافة واحدة من الحروب السياسية التي يمكن أن تقوم.
الرئيس سعد الحريري يقوم بالتشاور الدائم مع الرئيس العماد ميشال عون، ففي نهاية المطاف هناك حكومة يجب أن تُشكَّل لرعاية مصالح الناس، وهناك مهلة معنوية إسمها نهاية السنة والأعياد، فهل يُعقَل أن نصل إلى نهاية السنة وإلى الأعياد من دون أن تكون هناك حكومة في البلد لن تعيش سوى خمسة أشهر؟

    قرأ هذا المقال   2150 مرة
غلاف هذا العدد