إختر عدداً من الأرشيف  
لبنان

رئيس الجمهورية طالب العالم برفض أية فكرة لدمج النزوح السوري في لبنان
ارادتي: تكريس الصيغة اللبنانية الفريدة وتأمين الاستقرار وحماية السيادة
عون: السياسات الدولية مسؤولة عما وصل اليه الوضع في المنطقة
في كلمته أمام السلك الدبلوماسي الاجنبي مساء يوم الثلاثاء الماضي، حدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الواقع المحلي والاقليمي، والازمات التي يعاني منها هذا الواقع، وقدّم الحلول محملاً المجتمع الدولي، ودول القرار الغربية المسؤولية عما وصل اليه الوضع في المنطقة، وطالبها بأن تكون مسؤولة عن الحلول المطلوبة، التي تقوم على العدالة ورفع الظلم واعطاء الحقوق لاصحابها، ورفض فكرة اندماج النزوح السوري في الواقع اللبناني، وحدد ارادته بمجموعة عناوين هي: احتضان الصيغة اللبنانية الفريدة وتأمين الاستقرار وحماية السيادة.
والى نص كلمة رئيس الجمهورية:
نحن نؤمن باللاعنف، وقد اعتمدناه نهجاً لنا طيلة ربع قرن حتى أثمر في النهاية وطناً محرراً، ونسعى على الدوام إلى أن يبقى السلام مخيماً في ربوعه.
وقال فخامته:
إرادتي، كرئيس لبنان، أن أكرّس هذا الموقع حاضناً للصيغة اللبنانية الفريدة، القائمة على التعددية التي أثبتت عبر التاريخ صلابةً في مواجهة المحن الداخلية والخارجية، وقدرةً في التغلّب عليها. فالمجتمع اللبناني يجب أن يكون مثالاً تعايشياً حياً، لأن مستقبل العالم، على الرغم مما نشهد من عصبيات، هو في المجتمعات التعددية، بعدما سقطت الأحادية، سواء كانت سياسية أو عرقية أو دينية.
إرادتي هي تأمين الاستقرار، الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي، فيطمئن اللبنانيون، أينما كانوا، الى وطنهم، ويعود لبنان ليلعب الدور الإيجابي الذي اعتدتم عليه في الساحة الدولية. وقد بدأنا بوضع الخطط لذلك، وبعضها صار على طريق التنفيذ.
إرادتي هي حماية سيادة الدولة وصيانة الوحدة الوطنية ومنع استجرار الفتن الى ساحتنا الداخلية.

إرادتي هي مؤسسات قادرة وفاعلة وشفافة تعيد ثقة المواطن بدولته، فيتعاون معها، وتكون له المرجع والسند.

عودة المؤسسات الى مسارها
لقد شهدت الأشهر الأخيرة في لبنان عودة المؤسسات الدستورية إلى مسارها الطبيعي. فصار لدينا مجلس وزراء حائز على ثقة البرلمان على أساس بيان وزاري جامع، كما أن مجلس النواب باشر بدورته الاستثنائية في معالجة اقتراحات ومشاريع القوانين المتأخرة والملحّة، وفي مقدمها الموازنة وقانون الانتخاب. وأولى أولوياتنا تنظيم انتخابات نيابية وفق قانون جديد يؤمِّن التمثيل الصحيح لجميع شرائح المجتمع اللبناني، ما يوفّر الاستقرار السياسي.. أما تخوّف بعض القوى من قانون نسبي فهو في غير محلّه، لأنه وحده النظام الذي يقوم على النسبية يؤمّن صحة التمثيل وعدالته للجميع. وعليه، قد يخسر البعضُ بعضَ المقاعد ولكننا نربح جميعاً استقرار الوطن.
لقد تفاقمت في الآونة الأخيرة المشاكل الاقتصادية في لبنان، في ظلّ أزمات دولية واضطرابات إقليمية أدّت إلى زيادة الحرمان وتوسّع الفقر، لدى شرائح كبيرة من المجتمع اللبناني. وقد اتخذنا القرار بالتصدي للتدهور الذي يطال معظم قطاعاتنا الإنتاجية، لكن العقبات التي تعترض مسيرة نهضتنا الاقتصادية كثيرة ومنها تداعيات الأزمة السورية وأبرزها النزوح السوري الكثيف إلى لبنان.
لقد قدّم لبنان ما يفوق طاقته في مجال مد يد العون إلى أشقّائه، من سوريين وفلسطينيين، لكننا ننوء تحت وطأة استضافة نصف عدد سكاننا، فما من بلد في العالم يمكنه تحمل زيادة ٥٠% من سكانه. إن الكثافة السكانية في لبنان أساساً مرتفعة، وكانت بمعدل 400 شخص في الكيلومتر المربع، وقد صارت اليوم 600، وهذا ما يجعلنا غير قادرين على استنهاض اقتصادنا كما نرجو، لا سيما أنّ ربع شباب لبنان بات عاطلاً عن العمل.
لا يمكن أن يُحمَّل لبنان، وحده، هذا العبء. نناشد دولكم أن تتحمّل مسؤولياتها كاملة، وأن تتحرّك من دون إبطاء، حفاظاً على مصالحكم ومصالح شعوبكم، لأنّ تداعيات موجات النزوح الكثيف غير المسبوقة في تاريخنا المعاصر تهدّد وجود جميع الأوطان واستقرارها. وانطلاقاً من هنا، نطالب المجتمع الدولي بأن يعترف بخصوصية لبنان ويرفض أية فكرة لاندماجهم فيه، كما نطالب دولكم مؤازرة جهودنا للتوصّل إلى الحلّ الوحيد المستدام لأزمة النازحين السوريين إلى بلدنا، وهو في عودتهم الآمنة إلى بلدهم.
في هذا الإطار، يرحّب لبنان بكل مبادرة من شأنها أن تؤدّي إلى حلّ سلميّ سياسيّ للأزمة في سوريا، ونتمنّى أن تأتي جميع المبادرات في سياق واحد، فتنسجم في ما بينها، وتصبح بالتالي كفيلة بإرساء قواعد حلّ طويل الأمد للصراع في سوريا.
إن السياسات الدولية هي التي أوصلت الوضع في منطقة الشرق الأوسط إلى ما هو عليه، واطفاء الحرائق صار حاجة عملية ومصلحة في آن، لأن النيران بدأت تحرق أصابع من صنعها.

السلام... قانون وعدالة ومساواة وحرية
لقد ذكّر قداسة البابا في رسالته، بكلام لأسلافه في اليوم العالمي للسلام:
إن السلام كي يقوم يجب أن يرتكز على القانون والعدالة والمساواة والحرية،
فأين العالم اليوم من هذه القيم؟ وأين المؤسسات الدولية التي يفترض أن تكون هي من يحميها ويعمل على تطبيقها وترسيخها؟
بعد الحرب العالمية الثانية أُنشئت منظمة الأمم المتحدة وكان من مقاصدها، وفق المادة الأولى من الفصل الأول من ميثاقها، حفظ السلم والأمن الدوليين، حل النزاعات الدولية، وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي، المساواة في الحقوق بين الشعوب، حق تقرير المصير، تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات..
لقد علّق العالم المستضعف آمالاً كباراً على هذه المؤسسة ومثيلاتها، لمساعدته على التحرر وحمايته من طغيان القوى التي تحاول السيطرة عليه، فماذا كانت النتيجة؟ وهل استطاعت تلك المؤسسات أن تحترم ما التزمت به؟
بالإضافة الى أرضنا المحتلّة، لنأخذ المشهد القريب جداً منا، الملاصق لحدودنا، وأعني المشهد الفلسطيني، ولبنان جدّ معنيّ به، لما يترك من تداعيات عليه منذ ما يقارب سبعة عقود ماضية.
لقد قُسّمت فلسطين بقرار دولي من الأمم المتحدة يحمل الرقم 181، الى قسمين، قسمٌ لليهود وآخر للعرب، ولكن الإسرائيليين لم يكتفوا بذلك، بل طمعوا بالجزء العربي أيضاً، فطردوا الفلسطينيين منه بعد حرب تطهير عرقيّ، وثّقها الكاتب الإسرائيلي أيلان بابيه Ilan Pappéفي كتابه حرب التطهير العرقي.
لقد اعتمد الفلسطينيون في حينه مبدأ اللاعنف، ولكن اللاعنف، إذا ووجِه بالعنف المفرط من الجهة المقابلة، وبغضِّ نظرٍ يصل الى حد التشجيع من الجهات المراقبة، سينفجر في النهاية عنفاً دموياً لا ينتهي، كما حصل في فلسطين.
القرار الأول للأمم المتحدة بشأن فلسطين أشعل حرباً، فيما القرارات الأخرى لم تنفّذ، فماذا فعلت المؤسسات الدولية حيال ذلك؟ لماذا لا تأخذ قراراً يلزم إسرائيل بإعادة الأرض المتّفق عليها للفلسطينيين والاعتراف بهويتهم؟ ولماذا لا يزال الإسرائيليون يسلبون أرض الفلسطينيين حتى اليوم؟؟ ولماذا يهدمون منازلهم ويحرقون بساتينهم، ويستملكون أرضهم ليبنوا المستوطنات عليها؟ إن إسرائيل اليوم تستغلّ انشغال العالم بأزمات المنطقة وفشل جهود السلام، من أجل التمادي في سلب حقوق الفلسطينيين، والاستمرار في التعدّي على سيادة جيرانها، وفرض أمر واقع لا يمكن العودة عنه في المستقبل.

حروب الفوضى الخلاقة
في السنوات الأخيرة، بدأ مشروع ما سميّ الفوضى الخلاقة في منطقتنا، فاشتعلت الحروب الداخلية في الدول العربية، وسُمِّيَ ذلك بالربيع العربي، فماذا شهدنا من ذلك الربيع؟ هل الربيع يكون بإلغاء معالم الحضارات القديمة التي أسّست لحضاراتنا اليوم؟ هل يكون بتهديم الكنائس والمساجد ودور العبادة، وبتحطيم الآثار؟! هل يكون بذبح الأبرياء وتدمير المدن؟! هذا يا سادة جحيم العرب وليس ربيعهم.
ما الذي أنتجته تلك الفوضى الخلاقة غير الحقد والكراهية والآلام والضحايا؟ ومتى كانت الفوضى خلاقة؟؟ أين شرعة حقوق الإنسان مما يحصل؟؟
لنا كل الحق في هذه التساؤلات، ونوجّهها للدول التي تتجاهل حقوق الإنسان ولا تتذكرها إلا وفق مصالحها، فكلّنا معنيّون، وكلّنا موقّعون على معاهدة حقوق الإنسان..
تلك الدول التي تسمّي إرهاباً كلَّ ما يمسّ بأمنها، وتسمي ثورةً كلَّ الإرهاب الذي يخدم مصالحها!
الإرهابُ إرهابٌ أينما ضرب؛ فالسيارات المفخخة، والقتلة المتجولون، والانتحاريون المتفجّرون بين الأبرياء، جميعهم من صنع الإرهاب، سواء ضربوا غرباً أو شرقاً، جنوباً أو شمالاً.
لبنان ليس في عزلة عن محيطه، وانشغالنا في ترتيب بيتنا الداخلي لم يُنسنا خطر النار المشتعلة حولنا. يخطئ كلّ من يظنّ أنه ما زال باستطاعة دولة ما، مهما كبر حجمها أو صغر، أن تبقى خارج دائرة الأزمات العالمية وأن تحجز لنفسها مكان المتفرّج. إمّا أن ننجو جميعاً بفضل التعاون والحوار أو أن نذهب جميعاً ضحية ما يحصل.
إنّ الإرهاب الذي يعاني منه العالم ليس جديداً علينا، فلبنان من أوائل الدول التي ضربها وأوقع لنا العديد من الشهداء، مدنيين وعسكريين، ومن أوائل الدول التي تصدّت له، ولا يزال حتى اليوم في خطوط المواجهة الأمامية ويتلقّى النتائج والتبعات.
إن التعاون الأمني والمخابراتي ضرورة حيوية لمكافحة الإرهاب، لكن يبقى أن هذا الإرهاب يتغذّى من الأزمات المندلعة شرقاً وغرباً، وينتشر ويتمدّد بالفكر الظلامي التكفيري الرافض للآخر، وينتعش بالدعم المالي واللوجستي والعسكري الذي يقدّم له.
لذلك نرسل صرخة إلى العالم، إلى الدول الكبرى، إلى الأمم المتحدة، إلى كل المؤسسات الدولية: إن المسار الصحيح يُرسم عبر إرادة دولية راغبة حقاً بإنقاذ العالم من الإرهاب وإرساء السلام؛
فإذا أردتم السلام، عليكم أن تجدوا حلولاً لمشاكل المنطقة، لا تقوم على القوة، بل على العدالة التي ترفع الظلم وتعطي الحقوق لأصحابها.
إذا أردتم السلام، فعليكم أن تطفئوا النار في مصادر اشتعالها، فالنار لا تنطفئ بنفسها طالما هناك حطب يوقد لها.




باسيل بعد اجتماع التكتل: خيارات لمنع فرض قانون الستين كأمر واقع
حذر رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل من أن تلكؤ القوى السياسية عن اقرار قانون للانتخابات النيابية يقوم على النسبية، سيدفع المواطنين ليثوروا على السلطة السياسية رفضاً لقانون لا يعكس صحة التمثيل. وقال نحن التيار الوطني الحر سنكون الى جانبهم.
وأضاف: إن التيار لن يقبل بالتمديد الثالث لمجلس النواب ولا بقانون الستين، فلدينا الكثير من الخيارات السياسية والشعبية لمنع فرض أي أمر واقع محتوم باعتماد الستين، ونحن أمام طروحات قوانين جدية، إن كنا نريد أن نكون أمام نظام طائفي، فالقانون الارثوذكسي يعكس التمثيل الصحيح. أما إذا اردنا نظاماً علمانياً فالنسبية هي الحل، وعندما وجدنا أن الطرحين غير مقبولين ذهبنا لدراسة القانون المختلط، وهذا دليل على التضحية التي يقدمها التيار الوطني الحر.
وتابع: نحن متفقون والقوات اللبنانية على خوض الانتخابات النيابية معا، ووفق النظام الاكثري سنفوز، لكننا لا نسعى إلى الثنائية والالغاء، ونريد التفكير بالمستقبل. هناك عمل ثنائي وثلاثي، ندعو الى توسيعه كي لا نخسر هذه الفرصة بإقرار قانون جديد، والرئيس العماد ميشال عون هو الضمانة، ولا يقبل بالغبن السياسي لأحد.
وأردف: إن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يعرف إيماننا بوحدة الجبل، ونحن لا نريد فرض قانون أو أن يفرض علينا أحد البقاء في الوضع الحالي، فلا يمكن الجمع بين اتفاق الطائف وقانون الستين. وقال: رئيس الحكومة سعد الحريري سيعطي البلد الآن، كما أعطاه من قبل، ونحن هنا لتقويته، وليس لإضعافه. نحن مع الحريري في الانتخابات عندما يعطي البلد، كما اعطاه في السابق.
أضاف: نحن مسؤولون عن تقوية وتعزيز ما تحقق في تفاهم معراب قبل عام، والتفاهم يتسع للجميع، والقوة يمكن أن تزداد، ونحن مصممون على استكمال هذا المسار الذي يترجم في المجلس النيابي والعمل الحكومي وفي كل مواقع ومشاريع الدولة لانه يريد الخير للبنانيين.
وقال باسيل: اذا ما حصلت انتخابات على أساس قانون الستين لن تكون لنا مقاطعة، ولكننا سنخوضها من اجل سن قانون انتخابي جديد، يلغي هذه الانتخابات، بعد شهر أو أكثر، ويجري غيرها على أسس جديدة.
    قرأ هذا المقال   2900 مرة
غلاف هذا العدد