إختر عدداً من الأرشيف  
الهام فريحة

ثلاثية إعادة الثقة:
الحاكميةُ والميدل إيست ورئاسةُ المصارف
الجميع يستشعرون بدقة الأوضاعِ خصوصاً أنّنا نعيش في منطقة محفوفة بالبراكين التي تقذف حممها الحارقة، ومع ذلك يبقى لبنان في منأى إنطلاقاً من المعطيات التالية:
مَن يقارنُ ما كان البلد عليه في حزيران/يونيو العام 2016 وحزيران/يونيو الحالي، يجد الفرقَ:
في حزيران/يونيو الماضي كان البلدُ في فراغ على مستوى رئاسة الجمهورية. كانت الحكومة لا تجتمع إلا إذا كان هناك إجماع على بنود جدول أعمالها. كانت كل الملفات المهمة معلَّقة فيما كانت مقررات مجلس الوزراء تقتصرُ على تسيير أعمال الدولة في الحد الأدنى.


اليوم هناك رئيس جمهورية منتخب ولديه حيثيتُه الشعبية، وهناك حكومة أطلقت على نفسها إسم حكومة استعادة الثقة، وقانون إنتخابات نيابية جديد، يضعُ لحظة تنفيذه حداً لمجلس النواب الممدد له لمرات ثلاث.
أكثر من ذلك، في البلد اليوم أسسٌ لقطاع نقدي ومصرفي واقتصادي متين:

رأس الهرم النقدي في لبنان في أحسن أحواله، بعدما تمَّ اتخاذ القرار الصائب بالتجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة لولاية جديدة. هذه الخطوةُ جاءت في مكانها المناسب وتوقيتها المناسب، لِما للحاكم من باع طويل في مفاوضة الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية، بما يخص قرارات الكونغرس الأميركي في شأن لبنان، وبعد التجديد للحاكم بات بإمكان المعنيين نقدياً واقتصادياً وضع أيديهم في الماءِ البارد وتسليم شأن الملف النقدي بكليته إلى الحاكم رياض سلامة.


إيجابيةٌ ثانية يمكن تسجيلها وتتمثَّل في التجديد المرتقب لرئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، على رأس هذه الشركة الوطنية العريقة التي حوَّلها الشيرمان إلى مؤسسة ترفعُ إسم لبنان، ونَقَلها من شركةٍ تحت العجز إلى شركة تتمتَّع بربحية وتوسِّع أسطولها، وهذه الإنجازات المضطردة هي أفضل رد على ما يتعرض له الأستاذ الحوت من حملات تجنِّ مغرضة بهدفِ النيل من إنجازاته على رأس هذه المؤسسة الناجحة.

ومن علاماتِ الإيجابية والارتياح والإستقرار، انتخابات جمعية المصارف في أواخر هذا الشهر، والتي ستحمل إلى مجلس الجمعية مجدداً رئيسها جوزيف طربيه رئيس مجلس الادارة - المدير العام لبنك الاعتماد اللبناني مع اكبر المصارف العريقة وعلى رأسها بنك عوده والذي يتولى سمير حنا رئاسة مجلس الادارة، والمسؤول التنفيذي لمجموعة بنك عوده، ومجموعة البحر المتوسط التي يتولى رئاسة مجلس ادارتها ومديرها العام محمد الحريري، الى بنك الموارد ورئيس مجلس ادارته ومديره العام الوزير السابق مروان خير الدين والى بلوم بنك مع رئيس مجلس الادارة ومديره العام سعد الازهري وغيرها من المصارف الفاعلة.
كما إن الإستحقاق الإنتخابي في جمعية المصارف سيكون من شأنه بعث الإرتياح في القطاع المصرفي، بعد جملة المخاوف التي سادته مما حُكي عن عقوبات.


هكذا يبدو أنَّ موسم الصيفِ أمام شهور واعدة إنطلاقاً من الحصانات النقدية، التي تحمي البلد، بعد إعادة تكوين السلطة السياسية، وبعد الشروع في إعادة تكوين السلطة التشريعية، تسير إعادة تكوين السلطة النقدية واستعادة دورها بخطى حثيثة في اتجاه إعادة وضع البلد على السكةِ الصحيحة، فيتم التعويض عن السنوات العِجاف التي عاشها البلد والتي عانى منها.
    قرأ هذا المقال   15199 مرة
غلاف هذا العدد