إختر عدداً من الأرشيف  
الغلاف

القائد جوزف عون
الصامت الأكبر ... عماد الاستقرار
وأخيراً حصل الجيش اللبناني على الدعم السياسي بتنفيذ مهمة كبرى، هي حماية الحدود اللبنانية الشرقية من الفصائل الارهابية، ويبيح هذا الدعم للجيش بأن يقوم بالحماية الايجابية، أي بتنظيف الاراضي اللبنانية في الجرود المحاذية للأراضي السورية من الارهابيين، الذين كلفوه خسائر كبيرة كانت تستنزفه، عندما كان مضطراً لتأمين مواقعه والمناطق اللبنانية في جرود عرسال وجرود رأس بعلبك بالحماية السلبية، اي بصد هجمات الارهابيين وكمائنهم وأساليبهم الارهابية... اليوم أصبح الجيش اللبناني قادراً على القيام بعملية هجومية على مواقع الارهابيين داخل الحدود اللبنانية الشرقية، وصار قرار المعركة بيده، أي أنه بات قراراً ميدانياً، بحيث تجري المعركة عندما تتوفر عناصرالنجاح في الميدان. وربما تكون ساعة الصفر بين لحظة وأخرى، وقد تكون قبل ان يتسنى للقارىء قراءة هذا التقرير. والجيش اللبناني، يعتبر من الجيوش المحترفة في الميدان، فهو يملك الكفاءة العسكرية من حيث التدريب والأعداد، وإن كان يعاني من آلية الحصول على السلاح الذي يريد، لأن هناك من لا يريد له أن يكون قادراً على اثبات كفاءته على كل الحدود اللبنانية، وخصوصاً الحدود الجنوبية مع اسرائيل.
وللجيش اللبناني مهمة اساسية هي حماية الحدود اللبنانية من اي اعتداء، براً وبحراً وجواً وله مهمة أخرى، يتولاها عندما يُكلف بها بقرار سياسي، وهي حماية الأمن الوطني، عندما تكون المهمات الأمنية أكبر من قدرة قوى الأمن الداخلي، او عندما تحتاج هذه القوى الى الدعم والمساندة.
وجيشنا الوطني، الذي أثبت في الميدان كفاءة عالية في ضرب الفصائل الارهابية، بداية من معركة نهر البارد ضد تنظيم فتح الاسلام الارهابي بقيادة ابو مصعب الزرقاوي، مروراً بمعركة عبرا ضد الارهاب بقيادة احمد الاسير، وصولا الى صولاته وجولاته ضد الارهاب في عرسال وجرودها... هذا الجيش الذي يمتاز بقيادة كفوءة ورتباء مدربين ومجربين وجنود أبطال لا يهابون المواجهة، استطاع ان يفرض قواعد اللعبة العسكرية في الصراع مع الارهاب، فاستحق ان يكون قائد الجيش العماد جوزف عون حاضراً في الميدان متفقداً لأرض

المعركة، وان ينال ثقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي اكد، بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة، ان الجيش لا يحتاج الى قرار سياسي. كما نال الجيش موافقة رئيس الحكومة سعد الحريري على القيام بعملية مدروسة ضد الارهابيين، واكثر من ذلك، كان على مدى اسبوعين ماضين نجم الاهتمام عند الشعب اللبناني الذي اظهرت وسائل التواصل الاجتماعي مدى حب واحتضان هذا الشعب لجيشه والدفاع عنه بوجه الاصوات النشاز، التي لم تكن غريبة عن هذا البلد، الذي تنقص بعض فئاته الروح الوطنية.

معركة عرسال...
بدأت صورة الجيش اللبناني لماعة بعد اول هجوم تعرض له من الارهابيين الذين استطاعوا تنفيذ عملية مؤسفة ضد مواقعه في عرسال وجرودها، وقتلوا وجرحوا وخطفوا عدداً من الضباط والرتباء والجنود، بينهم عناصر مخفر قوى الامن في بلدة عرسال، ومنذ ذلك الحين استعاد الجيش المبادرة، وانزل بالارهابيين الخسائر الكبيرة التي كانوا يمنون بها بين الحين والآخر، حيث لم يعد لهم معقل آمن، ولكن من دون القيام بعملية عسكرية شاملة تؤدي الى تنظيف الاراضي اللبنانية، عند الحدود مع سوريا، من الارهاب.
ومعركة عرسال اليوم ضد الارهاب، كما يبدو، تهيأت لها اسباب الدعم الدولي والاقليمي والمحلي. واول ما يوحي بذلك، تلك الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جوزف عون يرافقه قائد القيادة الوسطى الاميركية الجنرال جوزف فوتل Joseph Votel والسفيرة الاميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد، حيث تفقدوا عدداً من الوحدات المنتشرة في منطقة عرسال.
واعلن قائد الجيش العماد عون خلال هذه الزيارة التي جاءت بعد عمليات الجيش للقضاء على المجموعات الارهابية في مخيمات اللاجئين السوريين في المنطقة، ان ما جرى اليوم يؤكد مرة اخرى قرار الجيش الحاسم في القضاء على التنظيمات الارهابية وخلاياها. واضاف بان الجيش بحالة جهوزية تامة للتصدي لكل ما يهدد الأمن، وهو في موقع الهجوم وليس في موقع الدفاع، ولن ننتظر الارهابيين...

جولة قيادية ميدانية
اميركا والحفاظ على أمن لبنان!
وأطلَع قائد الجيش الوفد الأميركي على خريطة انتشار القوى العسكرية ومراكزها المتقدّمة على الحدود الشرقية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وعلى قدراتها القتالية وإجراءاتها المتخذة، لضبط الحدود ومنع عمليات التسلّل، وضرب تجمعات الإرهابيين وخطوط تحرّكاتهم، كما أطلعه على ما تحتاجه الوحدات من الأسلحة والأعتدة وأجهزة الرصد والمراقبة لتغطية هذه الحدود بصورة كاملة.
وخلال هذه الزيارة قال الجنرال فوتيل: يسرني العودة مجدداً الى لبنان وإلى هنا بالقرب من بلدة عرسال. إننا نقدّر علاقتنا مع الجيش اللبناني والجهد الذي يبذله من أجل الحفاظ على أمن لبنان واستقراره.
قمت بزيارات مثمرة إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ودولة رئيس مجلس النوّاب الأستاذ نبيه بري، ودولة رئيس الحكومة السيّد سعد الحريري، ووزير الخارجية الأستاذ جبران باسيل، ووزير الدفاع الوطني الأستاذ يعقوب رياض الصرّاف وقائد الجيش العماد جوزف عون.
وقد جرت بيننا محادثات مثمرة للغاية، حيث أعدنا تأكيد التزامنا المشترك ضمان الاستقرار والأمن في هذا الجزء الحيوي من العالم.
لدينا مصالح مشتركة عديدة، تتضمّن هزيمة تنظيم داعش، والعناصر الإرهابية المتطرّفة الأخرى، ولدينا الإرادة لمتابعة هذا العمل سوياً، من أجل التعامل مع هذه التحديات وغيرها.
إنّي أقدّر هذه الفرصة التي أتاحت لي زيارة لواء المشاة التاسع هنا قرب عرسال، وأشكر قيادته على حسن الضيافة والاستقبال. وأعرب عن اعتزازي بلقائي بعض الضباط والجنود الذين يدافعون عن سيادة لبنان، وقد أدهشني بالفعل التقدّم الذي أحرزوه في الحفاظ على أمن الحدود بين لبنان وسوريا. يبقى الجيش اللبناني من أكثر شركائنا قدرة وكفاءة، ونحن فخورون بدعمنا، له كونه المدافع الوحيد عن لبنان، ونتطلّع إلى تطوير الروابط الأساسية القوية بين جيشينا في المرحلة المقبلة.
في هذه الظروف الدقيقة، لديّ كامل الثقة بقدرتنا على تخطّي المصاعب، طالما نحن نعمل سوياً.
أكرّر مجدداً شكري وتقديري لكم على الترحيب المميّز والضيافة الكريمة اللذين تلقّيتهما في لبنان.
وكان الجنرال Votel قد زار قبل الجولة وزارة الدفاع الوطني حيث التقى الوزير يعقوب رياض الصرّاف في مكتبه، في حضور السفيرة الأميركية والملحق الدفاعي الأميركي العقيد Daniel Mouton والوفد العسكري المرافق.
تمحور اللقاء حول تطوّرات الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى العلاقات بين الجيشين.
وقد شرح الوزير الصرّاف للجنرال Votel المهمّات التي يقوم بها الجيش اللبناني لا سيّما في مكافحة الإرهاب، وشكر الولايات المتّحدة على الدعم الذي تقدّمه للجيش اللبناني، آملاً أن يستمرّ.
من جهته، عبّر الجنرال Votel عن تقديره المستوى الذي وصل إليه الجيش اللبناني، الذي أثبت كفاءة وقدرة عاليتين في مكافحة الإرهاب، كما أبلغ الوزير الصرّاف حرص القيادة الأميركية على استمرار دعمها للجيش اللبناني وتقديم المساعدات له.
والتقى الوفد أيضاً قائد الجيش العماد عون، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ومتابعة احتياجات الجيش في ضوء برنامج المساعدات الأميركية والتطوّرات الأمنية والعسكرية.

دعم الحريري للجيش
وبعد هذه الزيارة القيادية الى منطقة عرسال، كان اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية مع قائد الجيش برفقة وزير الدفاع يعقوب الصراف، وكان اللقاء ايضا بعد ما أثير في أعقاب عمليات المداهمة في مخيمات اللاجئين في عرسال، وبعد اعلان الجيش وفاة أربعة من بين حوالى ٢٥٠ شاباً سورياً اعتقلوا للتحقيق، وقد أخلي سبيل عدد كبير منهم، لم يثبت تورطهم بالارهاب، وقد ترافق اعلان وفاة الاربعة مع اصوات في الداخل اللبناني، تدعو الى التحقيق مع الجيش، فيما قوبلت هذه الدعوات بهبة شعبية لبنانية مساندة للجيش.
وجاء لقاء الحريري مع القيادة العسكرية على غير ما توقع البعض او ما تمنى البعض الآخر، اذ أكدت المصادر أن الحريري قارب الموضوع من ناحية إنسانية وليس سياسية، وطلب من المعنيين تزويده بتقرير مفصل حول ما حصل ليبرزه أمام الرأي العام.
فيما نقلت مصادر عسكرية رفيعة المستوى إرتياح اليرزة لنتائج اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري، وقائد الجيش العماد جوزف عون، ووزير الدفاع يعقوب الصراف، في السراي الحكومي.
وأكّدت أنّ قيادة الجيش مرتاحة للدعم السياسي المطلق الذي تلقته من رئيس مجلس الوزراء، في سبيل إكمال المعركة ضدّ الإرهاب، لافتة الإنتباه إلى أنّ التواصل دائم بين الحريري والعماد عون، سواء من خلال اللّقاءات أو عبر الإتصالات الدوريّة، وبعضها بعيد عن الإعلام، مشدّدة على أنّ أهمية لقاء السراي باعتباره أوقف كلّ حملات التحريض على الجيش ووضع حدّاً للمصطادين في الماء العكر، ولكلّ من يصوّب سهامه بإتجاه المؤسّسة العسكرية.
وركّزت المصادر، على أنّ الدعم السياسي المُطلق للجيش يدفعه إلى استكمال مهامه الأمنية في مكافحة الإرهاب والمحافظة على الأمن بزخم أكبر، بغضّ النظر عن كلّ الحملات الممنهجة على الجيش، التي لم تستطع التأثير لا على زخمه ولا على عزمه ومعنويّاته، موضحةً أنّ العماد عون حمل إلى الحريري بعض المعطيات الأساسيّة في ما يتّصل بمداهمة مخيمات عرسال، مؤكدةً أنّ التحقيقات لا تزال جارية بهذا الشأن والنتائج النهائيّة سوف تصدر في القريب العاجل.
    قرأ هذا المقال   18338 مرة
غلاف هذا العدد