إختر عدداً من الأرشيف  
الهام فريحة

الرئيس الحريري يرسم
خارطة الطريق إلى 6 أيار
وتستمر الحياة...
في البيال كان المشهد رائعاً، شاشة عملاقة هي الأكبر في الشرق الأوسط، أجيال من محبي الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نجله الزعيم الوطني ورئيس الحكومة قال كلمة معبِّرة ملؤها العقلانية والعاطفة، توجَّه فيها إلى الحاضرين في القاعة وإلى الحاضرين على الشاشات.


بين الحاضرين مَن بلغ عمره حديثاً الثمانية عشر عاماً، يعني أنه يوم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان طفلاً ولم يكن يعرف شيئاً.
جيلٌ بكامله وُلِد في هذه الذكرى الأليمة التي مرَّ عليها ثلاثة عشر عاماً وكأنها أمس، وأصعب ما في هذه الذكرى أنَّ الرئيس الشهيد لم يعد موجوداً بالجسد لكن روحه ومدرسته في السياسة باقية من خلال تياره وعلى رأسه الرئيس سعد الحريري، الذي خاطب جمهوره الذي غصت به قاعات البيال:
إنكم جيش الإعتدال الذي حمى لبنان من السقوط في مستنقع الفتن والتطرف، وحماية الوطن عندكم أنبل من أية مشاركة في حروب الآخرين. وتدرَّج في الموقف ليقول: إتفاق الطائف خطٌّ أحمر. لا يخضع للتعديل والتبديل والتفسير والتأويل. وهو ليس إطاراً لأية ثنائيات أو

ثلاثيات أو رباعيات. وانتهى زمن الوصايات... و14 آذار/مارس 2005 علامة فارقة لن تمحى من تاريخ البلد.


لم يكتفِ الزعيم الشاب بهذه الحقائق، بل تابع متحدثاً عن أنَّ هناك ثوابت لا يمكن للبلد أن يستقرَّ ويتقدَّم من دونها، ولا يمكن أن نتخلى عنها تحت أي ظرف، ومن أبرز هذه الثوابت:
رفض التدخل في شؤون البلدان العربية.
تفعيل قدرات الجيش والقوى الأمنية لتمكينهما من بسط السلطة والدفاع عن السيادة ومكافحة الإرهاب.
حماية المجتمع الإسلامي من تسلل التنظيمات الإرهابية، والعمل على إصدار عفو عام يشمل الموقوفين الإسلاميين الذين لا دماء على أيديهم.
توسيع نطاق مشاركة الشباب والنساء في الحياة السياسية.


في مكان آخر، وضع الرئيس الحريري يده على الجرح الذي يهتمُّ فيه الجميع وهو الإنتخابات النيابية، فيقول عنه: نسمع منذ عدة أشهر نظريات في البلد. هناك من يقول إنَّ تيار المستقبل متَّجهٌ نحو تحالف خماسيّ جديد، مع التيار الوطني الحر والإشتراكي وأمل وحزب الله. وهناك من يقول إنَّ تيار المستقبل عائدٌ إلى تحالف مع القوات اللبنانية والكتائب والأحرار والمستقلين. وهناك من ينتظر أن يكون تيار المستقبل الخاسر الأكبر وربما الوحيد في الإنتخابات! وحين تسألونهم لماذا؟
يقولون:
لأنَّ تيار المستقبل مفلس! ليس معه المال.


هنا يفجِّر الرئيس الحريري قنبلته فيقول:
هذه أكبر إهانة لكم. لجمهور رفيق الحريري، وتعبيرٌ وقحٌ عن تفكير يقول إنَّ ناخبي تيار المستقبل ورفيق الحريري أصواتهم تُباع وتُشترى، لا يصوتون عن قناعة، ولا عن قرارٍ ديمقراطيٍّ حرٍّ ولا عن تمسّكٍ بمشروع أمل ونهوض وعروبة وحرية وسيادة وكرامة بلبنان. يصوتون فقط من أجل المال. إذاً، هل هذا هو التحدي؟
قبلنا التحدي. أنا وأنتم وكل الشباب والشابات، أنا وكل واحد وواحدة فيكم، قبلنا التحدي! نعم، نحن ليس لدينا مال للإنتخابات.


إذاً، عند الرئيس الحريري الإنتخابات لمشروع وليس لحفنة من الدولارات. هذا هو التحدي الكبير، والإعتدال لا يمكن إلا أن يجدي ربحاً.


    قرأ هذا المقال   8653 مرة
غلاف هذا العدد