إختر عدداً من الأرشيف  
لبنان

خلال افتتاحه سلسلة محاضرات عصام فارس في جامعة تافتس الأميركية
فارس فارس: مركز عصام فارس ل عقلنة السياسة العامة المتعلقة بالشرق الأوسط
دو فيلبان محاضراً: أرفض الواقع القائم بالنسبة للقضية الفلسطينية
ضرورة إعادة النظر لإحياء فكرة حل الدولتين ومنهجية للسلام في المنطقة
استضافت كلية فلتشر في جامعة تافتس في الولايات المتحدة الأميركية رئيس وزراء ووزير خارجية فرنسا الاسبق دومينيك دو فيلبان Dominique De Villepin بإعطاء محاضرة في سلسلة عصام فارس للمحاضرات الدولية للعام 2018 التي انطلقت بحضور السيد دو فيلبان Dominique de Villepin، وفارس عصام فارس ممثلا لدولة الرئيس عصام فارس والعائلة، وشخصيات سياسية دولية وامناء ومستشارين وخريجين وعدد من الطلاب.
بداية القى رئيس جامعة تافتس انتوني موناكو ANTHONY P. MONACO كلمة عرّف في مستهلها بعميد كلية القانون والدبلوماسية جايمس ستفريديس JAMES STAVRIDIS في جامعة تافتس القائد الأعلى السابق لل NATO من سنة 2009 ولغاية سنة 2013 وقال:
لقد تبرع المحسن الكبير عصام فارس بسلسلة محاضرات تحمل اسمه، تقدّم فيها محاضرات وندوات عن القضايا المهمة والملحة في العالم وفي الشرق الأوسط. وقد شارك متحدثا في هذه السلسلة كل من رئيس الولايات المتحدة الأسبق جورج بوش الأب، ورئيس الولايات المتحدة الأسبق بيل كلينتون، ورئيس الجمهورية الفرنسية الأسبق فاليري جيسكار ديستان ورئيسي الحكومة البريطانية الأسبقين طوني بلير ومارغريت تاتشر، ووزيرتا خارجية الولايات المتحدة السابقتين مدلين البريت وهيلاري كلينتون.
ثم القى العميد جايمس ستفريديس JAMES STAVRIDIS كلمة قال فيها: يسرني كثيراً المساهمة للمرة الأولى في سلسلة محاضرات عصام فارس، في هذه الندوة الثالثة عشرة من السلسلة التي تلعب دوراً دولياً كبيراً في نشاطات جامعة تافتس. وانها لفرصة فريدة ان نطل من خلال هذه السلسلة على الوضع الدولي، وذلك من قبل نساء ورجال ساهموا في ادوار كبيرة على الساحة العالمية وتكلموا في هذا الحرم الجامعي عن الموضوعات الدولية الملحة والمعاصرة.
اضاف: نحن مدينون في جامعة تافتس لدولة الرئيس عصام فارس ولعائلته لدعمهم هذه السلسلة المميزة التي تصوّب على العلاقات الدولية، وتخص منها ما يتعلق بمنطقة الشرق الاوسط.. وعلاقة دولته بالجامعة هي من خلال ابنه فارس وابنته نور، اللذين كانا طالبين في تافتس، ودولته معروف عالمياً، كرجل أعمال كبير وكداعم للمؤسسات العلمية والخيرية. وانطلاقاً من اهتمامه بمصير وطنه، فهو يعطي الكثير من الوقت لتأمين الاهتمام الدولي بمنطقة الشرق الأوسط وبالأخص لبنان. وقد كرّمته جامعة تافتس سنة 2000 بمنحه دكتوراه شرف بالعلاقات الدولية العامة.

اننا مدينون لعصام فارس ولعائلته الكريمة للدعم المستمر لهذه السلسلة من المحاضرات ولمركز عصام فارس لدراسات شرق البحر المتوسط، ولبرج مكتبة تافتس، ولدعم الكتاب، ولمنحة عصام فارس - باكو Larry Bacow رئيس جامعة هارفرد، ولمركز فارس لدراسة الخيول التابع لكلية الطب البيطري في الجامعة.
وتابع بالقول: تفخر كلية فلتشر في الجامعة بأنها تحتضن مركز فارس لدراسات شرق البحر المتوسط، وهو مركز يدرس بالعمق التراث الحضاري لمنطقة شرق البحر المتوسط، كما يشدد على التحديات التي تواجه هذه المنطقة في القرن الواحد والعشرين. ويشجع المركز الحوار الجدي والتعبير الصادق عن مختلف الآراء الدولية لتفهم اوضاع هذه المنطقة والتعاطي معها بصدقية.

فارس عصام فارس: عقلنة السياسة
ثم كانت كلمة فارس عصام فارس ممثلاً عائلته حيث قال:
يسرني كثيراً ان أمثّل عائلة فارس واحافظ على التقليد المتبع بحضورنا كعائلة في نشاطات سلسلة عصام فارس للمحاضرات. لقد مرت سنوات على وجودي كطالب في هذه الجامعة. لقد تطورت تافتس بشكل مذهل، كجامعة اولى بين جامعات العالم في دعمها للدراسات الدولية واعداد طلابها لادوار قيادية في شتى انحاء العالم. واني فخور بالدور الذي لعبته عائلتي بدعم جامعة تافتس وبالتعريف عن هذا الدور في اميركا وخارجها.
ولا شك عندي بأن سلسلة عصام فارس للمحاضرات الدولية ستستمر في اعطاءالعلاقات الدولية الاولوية التي تستحق في برنامج الجامعة. وما هدف عائلتي من العلاقة الحميمة مع جامعة تافتس، وبشكل خاص، من خلال سلسلة المحاضرات هذه، ومن خلال مركز فارس لدراسات شرق المتوسط، الا بلورة وعقلنة السياسة العامة المتعلقة بالشرق الاوسط، وذلك من خلال الحوار وتبادل وجهات النظر للتوصل الى سياسة عادلة تجاه منطقتنا.
ولهذا الهدف يسرني كثيراً ان رئيس الحكومة الفرنسية السابق السيد دومينيك دو فيلبان قد قبل دعوتنا ليشارك في سلسلة عصام فارس للمحاضرات الدولية.
ختاما تحدث المحاضر دو فيلبان De Villepin عن موضوع هل يمكننا ان نتوصل الآن الى حل للقضية الفلسطينية على اساس دولتين؟؟.
طالب المحاضر بالمزيد من التعاون الدولي بشأن الخلاف الإسرائيلي - الفلسطيني، وبالأخص ان الاوضاع القائمة في المنطقة تعطينا فرصة جديدة للدخول في هذا الخلاف من وجهة نظر جديدة.
وقال: 70 سنة مضت على الأزمة الإسرائيلية - الفلسطينية من دون أي حل لها، ويقع اللوم بالأساس على المجموعة الدولية وبالأخص على منظمة هيئة الأمم المتحدة. واصبح الحل بالتالي متعثراً. ويزداد الوضع تعقيداً بحيث أن الخيارات الأخرى: مثل حل الدولة الواحدة، او حل ضم الضفة الغربية الى الأردن، أو ضم قطاع غزة الى مصر، ليست خيارات واقعية. لا الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مستحب، ولا الاندماج في دولة واحدة، ليس للفلسطينيين فيها حقوق توازي حقوق اليهود، حل قابل للعيش أيضاً.
اضاف: لقد علّمنا التاريخ ان سياسة apartheid الفصل العنصري لا يمكن أن تستمر طويلاً، فهي ما استمرت في افريقيا الجنوبية، ولا استمرت في الولايات المتحدة، ولا في الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي فهي بالتالي ليست خياراً يستحق البحث فيه.
أمام هذه الخيارات، غير المستحبة، يجب ان نتطلع من جديد على التطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط، على الخلافات، والانقسامات فيها كما ان نتطلع الى الأهمية القصوى للأوضاع الاقتصادية، والى محاولات التحديث في المنطقة، ويجب ان نتطلع أيضاً الى هذه التطورات، عندما نتكلم عن حل الدولتين وعن عملية السلام.
وتابع دو فيلبان بالقول: صحيح ان الأزمة الاسرائيلية - الفلسطينية كانت الأزمة الكبرى في الشرق الأوسط، الا انها لم تعد كذلك، لا بل أصبحت أزمة من بين أزمات أخرى، فخسرت بالتالي فرادتها. وأظن انه من مصلحة جميع الأفرقاء الآن ان يفتشوا عن حلول من خلال عملية السلام في المنطقة ككل.
وانطلاقاً من هذا الواقع عالج المحاضر خطر تفاقم الأزمات في المنطقة، اما من مشكلة السياسة النووية في إيران، او من انفجارات جديدة قد تنبع من الحروب المستمرة في العراق وفي سوريا.
مطالبا كل القادة المعنيين بالأزمات القائمة في الشرق الأوسط بالابتعاد عما سمّاه الاغراءات الدبلوماسية وقال: علينا جميعاً أن نتجنب نشوء حرب كبرى نتيجة هذه الأزمات المستعمرة في المنطقة وان نتجنب الاغراء الدبلوماسي الذي قد تؤدي اليه سياسة Jared Kushner صهر الرئيس ترامب في خطته للسلام في الشرق الاوسط، المبنية على سياسة توجيه اللوم الى جهة محددة.
وختم دو فيلبان محاضرته بالتأكيد على رفض الواقع القائم بالنسبة للقضية الفلسطينية، وشدد على ضرورة اعادة النظر في إحياء فكرة حل الدولتين وقال: نحن بحاجة الى منهجية جديدة والى مسار جديد في عملية السلام في المنطقة تكون الأزمة الإسرائيلية - الفلسطينية جزءاً منها. نحن بحاجة الى مسار دولي واسع، مسار تشارك فيه الدول الكبرى بما فيها الصين وروسيا.
وعند انتهاء المحاضرة سئل المحاضر: ما هي برأيك الفائدة التي تعود على الطلاب بحضور محاضرات كهذه؟
اجاب: إن الإفادة تكمن في تعلّم طرح الأسئلة المهمة، لأن الأسئلة في العلاقات الدولية هي بأهمية الأجوبة عليها.
وعندما سئل من قبل الصحافيين عن موقفه؟
أجاب: لا شك ان كلا منا عنده رأيه الخاص، ونظرته الخاصة للقضايا المطروحة، ولكن المهم هو ان نحافظ على الحوار وعلى امكانية المساومة على الأصح عند اختلاف الآراء. وعندما يسأل واحدنا السؤال الجيّد يكون التوصل الى الأرضية المشتركة أسهل بكثير.
اثر ذلك كانت مأدبة عشاء في بيت الرئاسة على شرف الحضور القى خلالها رئيس الجامعة انطوني موناكو ANTHONY P. MONACO كلمة قال فيها: أود ان أتقدم بعميق الشكر لضيفنا المميز السيد دو فيلبان ولمحاضرته القيمة، ولخريجنا السيد فارس فارس لدوره الرائد في قيام سلسلة محاضرات عصام فارس في الشؤون الدولية. وأود ان أرحب بالسيد نديم شحادة مدير مركز فارس لدراسات شرق المتوسط، وللمديرة السابقة له ومؤسسة المركز السيدة ليلى فواز.
ثم وقف الجميع وشربوا نخب كل الذين ساهموا في انجاح سلسلة عصام فارس للمحاضرات الدولية وفي معالجة أوضح وأعمق لاشكالات الشرق الأوسط.
    قرأ هذا المقال   2836 مرة
غلاف هذا العدد