إختر عدداً من الأرشيف  
العرب

الجامعة العربية كرّمت أمير الكويت كأحد أعمدة العمل السياسي والانساني
صباح الاحمد استأنف جهوده لمعالجة الازمة الخليجية لتكون فضيلة في رمضان
رسالتان الى خادم الحرمين وعاهل البحرين في اطار مبادرة الخير لحل الازمة
العالم كله يدعم المبادرة الكويتية... أممياً وأوروبياً وأوسطياً
تمتاز الكويت بأمرين مهمين في معالجة القضايا الشائكة هما: الاصرار على الهدف، وطول النفس بعيداً عن اليأس مهما كانت ظروف القضية معقدة. هذا ما درجت عليه القيادة الكويتية المتوارثة عبر الاجيال. وصاحب السمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح هو استاذ في هذه المدرسة، التي خرّج فيها اجيالاً من الاطقم الدبلوماسية التي تتبع النهج ذاته. وسموه اخذ على عاتقه في مبادرة اميرية، حماية الكيان الخليجي، مجلس التعاون لدول الخليج العربي، الذي يُعتبر سموه في مقدمة الذين عملوا على استيلاد هذا الكيان، عندما ولد شعور بأن المنطقة مقبلة على تطورات كبيرة كالتي شهدناها منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي الى اليوم.
سموه كلف نفسه مهمة معالجة الازمة التي نشبت بين كل من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية، خصوصاً انه لم يبقَ من اعضاء مجلس التعاون خارج هذه الازمة الا دولة الكويت وسلطنة عُمان.
وكانت هذه الازمة في تفجّرت بشكل حاد سياسياً ودبلوماسياً في حزيران/يونيو ٢٠١٧، وأثمرت على الفور مقاطعة بين الدول الثلاث ودولة قطر، حيث جرى اقفال الحدود البرية معها واطباق حصار جوي عليها، فتحرك سمو الامير صباح الاحمد في جولة مكوكية بين هذه الدول، حاملاً مبادرة اميرية للمعالجة، وحظيت هذه المبادرة بدعم عربي وأممي وأوروبي.

اليوم ولأن شهر رمضان هو شهر الخير والبركات، وشهر الصفح والمسامحة وشهر الغفران، كما جاء في خطبة النبي محمد صلعم في استقبال هذا الشهر، حرّك صاحب السمو الأمير صباح الأحمد مبادرته عشية هذا الشهر الفضيل، لتنقية الأجواء بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإنهاء الأزمة السياسية القائمة بين كل من السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، واستغلت الكويت نفحات الخير والبركة التي يشيعها الشهر الكريم، لتحقيق تلك الغاية التي تتطلع اليها كل شعوب المجلس.
وقد قام مبعوث صاحب السمو الأمير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، بتسليم رسالة خطية من سموه الى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك في مكتب خادم الحرمين بقصر السلام في جدة، تضمنت الإشارة الى عمق العلاقات الوطيدة والمتينة بين البلدين والشعبين الشقيقين، والتطلع الى تعزيزها في جميع المجالات وعلى مختلف الصعد، كما تضمنت الرسالة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الإهتمام المشترك. كما قام مبعوث صاحب السمو الأمير، أيضاً بتسليم رسالة خطية من سموه الى أخيه الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة، تضمنت أيضاً آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الإهتمام المشترك.
وقد تسلم الرسالة الخطية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، نائب الملك ولي العهد بمملكة البحرين.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن الآمال قائمة وبقوة لنجاح المبادرة الكويتية، خصوصاً أنها تحظى بتأييد اقليمي ودولي كبير، حيث تدعمها الولايات المتحدة، التي يعتزم رئيسها دونالد ترامب استضافة قمة خليجية - أميركية قريباً، في كامب ديفيد، فضلاً عن مساندة جميع دول الإتحاد الأوروبي لهذه المبادرة، كما أبدت تركيا تأييدها القوي لها، حين أشادت على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، بالدور الكبير الذي تبذله دولة الكويت لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، واصفاً جهودها في هذا الصدد بأنها بنّاءة.
وتطرق جاويش أوغلو في كلمة ألقاها خلال ملتقى الصحافيين العرب باسطنبول، الى الجهود الكبيرة الذي بذلها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في حل الأزمة الخليجية.
وأشار الى ان دولة الكويت منذ اليوم الأول للأزمة الخليجية، لم تتوقف لحظة لإعادة المياه الى سابق مجاريها وإعادة اللحمة الى البيت الخليجي.
واعتبر وزير الخارجية التركي ان تأثير الأزمة الخليجية، لا يقتصر على الدول الخمس المعنية فقط، انما يطال الدول العربية والإسلامية ويزعجها.
ولفتت مصادر أخرى الى أن هناك توافقاً خليجياً وعالمياً، على أن تكون المبادرة الكويتية هي الأساس والمرتكز لتنقية الأجواء بين الدول الشقيقة.

سموه أحد أعمدة العمل السياسي والإنساني
وكان صاحب السمو أمير الكويت حاضرا في ضمير جامعة الدول العربية التي اقامت حفل تكريم لسموه، على جهوده ونواياه الخالصة في فكفكة عرى الخلافات عربيا وخليجيا. وعلى دوره كرجل سلام وقائد للعمل الانساني، وقد تجلى ذلك خلال احتفالية نظمتها الجامعة بالتعاون مع معهد المرأة للتنمية والسلام بالكويت، تقديرا لجهود سموه البناءة في خدمة العمل الانساني والسياسي اقليميا ودوليا.
واكد احمد ابوالغيط، الامين العام لجامعة الدول العربية، ان أمير الكويت يعد احد الاعمدة الرئيسية في العمل السياسي والانساني، سواء على مستوى الوطن العربي او المستوى العالمي، وذلك لما يتمتع به من خبرات سياسية كبيرة، لا سيما في ادارة الملفات والازمات السياسية والانسانية، وقد نجح في تقديم نموذج للاستقرار والمشاركة الشعبية والوحدة الوطنية لدولة الكويت.
وقال ابو الغيط في كلمته التي القاها نيابة عنه الدكتور محمد سعد الهاجري، مدير ادارة الثقافة بالجامعة العربية، ان هذا التكريم يأتي لتسليط الضوء على ما يقدمه أمير الكويت من مبادرات ومساعدات للكثير من دول العالم، سواء العربية او الاسلامية او الصديقة.
واوضح ان سموه يعتبر من اكثر القادة التزاما بتحمل المهام الجسيمة، ورجل المبادرات الاول، ومن اكثر الزعماء حضورا في المناسبات العربية والعالمية، وذلك لبحث وحل القضايا العربية المختلفة، فضلا عن جولاته وزياراته لدعم المبادرات العربية وفي خدمة الشعوب.
كما اشاد بالدور المحوري لدولة الكويت في دعم منظومة العمل العربي المشترك نصرة قضايا الامة منذ انضمامها للجامعة العربية في العشرين من تموز/يوليو ١٩٦١، امام مختلف المحافل الاقليمية، حيث قامت بتنفيذ سياسات ومشاريع وبرامج مختلفة لدعم القضايا العربية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية والتنموية.
من جهته اكد احمد البكر، ممثل أمير الكويت والمندوب الدائم للكويت لدى الجامعة العربية، على اهمية هذا التكريم لأمير الكويت، تقديرا لجهود سموه في نشر ثقافة السلام والانسانية في العالم، منوها بالدبلوماسية الكويتية الحكيمة، التي مهدت الطريق لتتبوأ الكويت مكانة مرموقة على مستوى العالم.
كما اشار الى جهود أمير الكويت الداعمة للقضية الفلسطينية وحل ازمات المنطقة والخلافات العربية العربية والحيلولة دون تفاقمها ايمانياً من سموه باهمية الحوار البناء لحل الخلافات.
ومن جهتها أكدت كوثر الجوعان، رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام، ان هذا التكريم يأتي تقديراً ووفاء لعطاء امير الكويت إنسانياً وسياسياً واقتصادياً واقليمياً وعالمياً.
وقدمت كوثر الجوعان درع تكريم لاحمد ابو الغيط الامين العام للجامعة العربية على جهوده في استضافة هذه الاحتفالية ودعمه للعمل العربي المشترك.
    قرأ هذا المقال   706 مرة
غلاف هذا العدد